الثلاثاء، 30 يونيو 2009

معلقة عنتر بن شداد

معلقة عنترة بن شداد العبسي
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ


أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ
يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي


وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي
فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا


فَـدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ
وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَـا


بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ
حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْـدُهُ


أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ
حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ


عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ
عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا


زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ
ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ


مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ
كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا


بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ
إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَـا


زَمَّـت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِـمِ
مَـا رَاعَنـي إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَـا


وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ
فِيهَـا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَـةً


سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَـمِ
إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ


عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ
وكَـأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَـةٍ


سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ
أوْ روْضـةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا


غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَـمِ
جَـادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُـرَّةٍ


فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ
سَحّـاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّـةٍ


يَجْـرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَـرَّمِ
وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ


غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّـمِ
هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَهُ بذِراعِـهِ


قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ
تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ


وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ
وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى


نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيلِ المَحْـزِمِ
هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَا شَدَنِيَّـةَ


لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَـرَّمِ
خَطَّـارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَـةٌ


تَطِـسُ الإِكَامَ بِوَخذِ خُفٍّ مِيْثَمِ
وكَأَنَّمَا تَطِـسُ الإِكَامَ عَشِيَّـةً


بِقَـريبِ بَينَ المَنْسِمَيْنِ مُصَلَّـمِ
تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ


حِـزَقٌ يَمَانِيَّةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِـمِ
يَتْبَعْـنَ قُلَّـةَ رأْسِـهِ وكأَنَّـهُ


حَـرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّـمِ
صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـةُ


كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَمِ
شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ


زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَاضِ الدَّيْلَـمِ
وكَأَنَّما يَنْأَى بِجـانبِ دَفَّها الـ


وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ
هِـرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لـهُ


غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَينِ وَبِالفَـمِ
بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّـما


بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ
وكَـأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُقْعَـداً


حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِبَ قُمْقُـمِ
يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ


زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ
إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِـي


طَـبٌّ بِأَخذِ الفَارسِ المُسْتَلْئِـمِ
أَثْنِـي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فإِنَّنِـي


سَمْـحٌ مُخَالقَتي إِذَا لم أُظْلَـمِ
وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ


مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعمِ العَلْقَـمِ
ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَمـا


رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشوفِ المُعْلَـمِ
بِزُجاجَـةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ


قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمالِ مُقَـدَّمِ
فإِذَا شَـرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِـكٌ


مَالـي وعِرْضي وافِرٌ لَم يُكلَـمِ
وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً


وكَما عَلمتِ شَمائِلي وتَكَرُّمـي
وحَلِـيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجـدَّلاً


تَمكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الأَعْلَـمِ
سَبَقَـتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ طَعْنَـةٍ


ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَوْنِ العَنْـدَمِ
هَلاَّ سأَلْتِ الخَيـلَ يا ابنةَ مالِـكٍ


إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِـمَا لَم تَعْلَمِـي
إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالـةِ سَابِـحٍ


نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَلَّـمِ
طَـوْراً يُـجَرَّدُ للطَّعانِ وتَـارَةً


يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ
يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـي


أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ
ومُـدَّجِجٍ كَـرِهَ الكُماةُ نِزَالَـهُ


لامُمْعـنٍ هَـرَباً ولا مُسْتَسْلِـمِ
جَـادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنـةٍ


بِمُثَقَّـفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ
فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ


ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ
فتَـركْتُهُ جَزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ


يَقْضِمْـنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَـمِ
ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا


بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ
رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَـا


هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ
لـمَّا رَآنِي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ


أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَسُّـمِ
عَهـدِي بِهِ مَدَّ النَّهـارِ كَأَنَّمـا


خُضِـبَ البَنَانُ ورَأُسُهُ بِالعَظْلَـمِ
فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ


بِمُهَنَّـدٍ صافِي الحَديدَةِ مِخْـذَمِ
بَطـلٌ كأَنَّ ثِيـابَهُ في سَرْجـةٍ


يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَـوْأَمِ
ياشَـاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لـهُ


حَـرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْـرُمِ
فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي


فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِـي
قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً


والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمـي
وكـأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايـةٍ


رَشَـاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُرٍ أَرْثَـمِ
نُبّئـتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِـي


والكُـفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ
ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى


إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ
في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِـي


غَمَـرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُـمِ
إِذْ يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِـمْ


عَنْـها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمـي
لـمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُـمْ


يَتَـذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ
يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهـا


أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ الأَدْهَـمِ
مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ


ولِبـانِهِ حَتَّـى تَسَـرْبَلَ بِالـدَّمِ
فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ


وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ
لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى


وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي
ولقَـدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَـا


قِيْلُ الفَـوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْـدِمِ
والخَيـلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِسـاً


مِن بَيْنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَرَ شَيْظَـمِ
ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِي


لُـبِّي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُبْـرَمِ
ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ


للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَـمِ
الشَّـاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَـا


والنَّـاذِرَيْـنِ إِذْ لَم أَلقَهُمَا دَمِـي
إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَدْ تَرَكتُ أَباهُمَـا


جَـزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْرٍ قَشْعَـمِ

الادغام و الاعلال و الابدال و الوقف

الإدغام والإعلال والإبدال والوقف
أولا : الإدغـام
تعـريفـه : هو إدخال حرف ساكن في حرف متحرك من جنسه بلا فصل بينهما بحيث يصيران معاً حرفاً واحداً مشدداً .
مثل : مدد ، تصير : مدّ ، جلل ، تصير : جلّ .
سككر ، تصير : سكّر ، هلل ، تصير : هلّ .
موضعه : يكون الإدغام في موضعين .
أ – المثلين أو المتماثلين : وهو أكثر النوعين اهتماماً في الدراسات الصرفية ويقصد بهما الحرفان المتشابهان المتجاوران في الكلمة الواحدة .
مثل : مدد : مدّ ، حبب : حبّ ، قططع : قطّع .
ب – إدغام المتقاربين : وهو أكثر النوعين اهتماماً في علوم القراءات ويقصد بهما الحرفان المتجانسان المتجاوران في كلمة واحدة .
مثل : انمحى فنقول : امحى ، وادتكر فنقول : ادّكر .
وادتعى فنقول : ادّعى .
وذلك بقلب أحد الحرفين ليجانس الآخر ، ففي انمحى قلبنا النون ميماً ثم أدغمناها في الميم الثانية وكذلك بقية الكلمات .
وقد يكون الحرفان المتجاوران في كلمتين .
مثل : قل رب ، وننطق بهما : قر رب .
فقد أبدلنا الحرف الأول وهو اللام ليجانس الثاني وهو الراء .
أقسـام الإدغـام
للإدغام ثلاثة أقسام هي :
واجب ـ وجائز ـ وممتنع .
أولاً : الإدغام الواجب :
يجب الإدغام في الحرفين المثلين أو المتقاربين إذا سكن الأول وتحرك الثاني .
مثال المثلين : الشدّ ، وأصلها : الشدْدُ . والفرّ ، وأصلها : الفرْرُ .
ومثال المتقاربين : لم يلعب باسم " تدغم باء يلعب في باء باسم " .
ومثل : واستغفر ربك " تدغم راء يستغفر في راء ربك " .
لم يسمع علي " تدغم عين يسمع في عين علي " .
كما يجب الإدغام إذا تحرك الحرفان :
مثل : مدّ وأصلها : مَددَ ، وعدّ وأصلها عَددَ .
للإدغام الواجب شروط أهمها :
1 ـ ألا يكون أول المثلين هاء السكت ، فإذا كان هاء السكت امتنع الإدغام كما في قوله تعالى :
{ ما أغنى عني ماليه . هلك عني سلطانيه } 28 – 29 الحاقة .
2 ـ ألا يكون المثلان في كلمتين ، وكان الأول الساكن حرف مد واقعاً في آخر الكلمة الأولى فإذا كان كذلك امتنع الإدغام .
مثل : الطلاب وصلوا ودخلوا الفصول .
ويرجو وائل ربه ، ويرمي يوسف الكرة .
فالواو في آخر كلمة وصلوا ، وآخر كلمة يرجو ، والياء في آخر كلمة يرمي كل منها حرف ساكن لأنه حرف مد وقع في آخر الكلمة الأولى ، ولذلك يمتنع إدغامها في واو " ودخلوا " ، ولا في واو " وائل " ، ولا في ياء " يوسف " .
3 ـ ألا يؤدي الإدغام إلى لبس وزن بآخر .
مثل : " قوول " فعل ماض مبني للمجهول من " قاول " .
" حوول " فعل ماض مبني للمجهول من " حاول " .
حيث يمتنع الإدغام فيهما لئلا يلتبسا بالفعل الماضي المبني للمجهول من الفعل " قَوَّل " و " حَوَّل " .
ثانياً : الإدغام الجائز :
يتردد الإدغام بين الجواز وتركه ، إذا كان الحرفان المثلان أو المتقاربان متحركين ، وذلك على النحو التالي :
1 ـ إذا كان الحرف الأول من المثلين متحركاً والثاني ساكناً سكوناً عارضاً للجزم ، مثل : لم يعدّ ، بالإدغام ولم يعدد بفكه ، والفك أفصح .
أو في بناء الأمر على السكون ، مثل : عُدّ ، بالإدغام واعدد بفكه ، والفك أفصح .
أما إذا اتصلت نون التوكيد بالمدغم وجب الإدغام ، مثل : هل تعدّنّ ، وهل تعدّنْ ، وعدّنّ ، وعدّنْ ، ولا فرق بين النون الثقيلة أو الخفيفة .
ومنه قوله تعالى : { يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار } 35 النور .
2 ـ يجوز الإدغام في الكلمة التي يكون عينها ولامها ياءين يلزم تحريك ثانيهما ، مثل : عيي وحيي ، فنقول : محمد عيّ عن الكلام ، وحيّ من أبيه .
أما إذا سكنت الثانية ، مثل : عييْت ، وحييْت ، امتنع الإدغام أيضاً .
3 ـ يجوز الإدغام إذا جاء في أول الفعل الماضي تاءان مع زيادة همزة الوصل في أول الفعل للتخلص من التقاء الساكنين .
مثل : تتابع نقول : اتّابع ، تثاقل نقول : اثّاقل ، وتتبع نقول : اتّبع . أما في الفعل المضارع فلم يجز الإدغام ، بل نخففه بحذف إحدى التاءين .
مثل : تتجلى نقول : تجلى ، تتلظى نقول : تلظى ، تتولى نقول : تولى .
ومنه قوله تعالى : { تنزل الملائكة والروح فيها } 4 القدر .
وقوله تعالى : { ولقد كنتم تمنون الموت } آل عمران .
ثالثاً : الإدغام الممتنع :
يمتنع الإدغام إذا تحرك الحرف الأول وسكن الثاني سواء أكان الحرفان في كلمة واحدة أم في كلمتين .
مثل : كررْت ، مررْت ، عددْت . امتنع الإدغام لتحرك الحرف الأول وسكون الثاني .
ومثل : يقول الشاهد الحق ، وينال المجتهد الجائزة .
ففي المثالين السابقين يمتنع إدغام اللام من " يقول " باللام من " الشاهد " ، واللام من " ينال " باللام من " المجتهد " لتحرك الأول وسكون الثاني .
كما أن هناك صور أخرى يمتنع فيها الإدغام . اختلف الصرفيون في حصرها نذكر منها الآتي :
1 ـ إذا تصدر الحرفان المثلان الكلمة .
مثل : تترى ، وددن .
2 ـ أن يكون الحرفان المثلان على وزن " فُعَل " بضم الفاء وفتح العين .
مثل : دُرَر ، وضُفَف ، وقُلَل ، وجُدَد .
ومنه قوله تعالى : { ومن الجبال جُدَد بيض } 27 فاطر .
3 ـ أن يكون الحرفان المثلان على وزن " فُعُل " بضم الفاء والعين .
مثل : سُرُر ، جُدُد ، ذُلُل .
4 ـ أن يكون الحرفان المثلان مزيداً بهما للإلحاق سواء أكان المزيد ، أحد المثلين " كجلبب " أم منحوتاً " كهيلل " .
5 ـ أن يكون الحرفان المثلان في اسم على وزن " فِعَل " بكسر الفاء وفتح العين .
مثل : لِمَم ، وحِلَل .
6 ـ أن يدغم أحد المثلين ، مثل : هلّل ، شدّد ، عدّد ، قرّر .
فالفعل " هلّل " ونظائره فيه ثلاث لامات الأولى ساكنة والثانية متحركة ، ثم أدغمت الأولى في الثانية وجوباً ، وبقيت لام ثالثة متحركة ، وبذلك يمتنع إدغام اللام الثالثة المتحركة في اللامين الأولى والثانية المدغمتين معاً لأنه يستحيل إدغام ثلاثة أحرف .
7 ـ أن يكون الحرفان المثلان على وزن " فَعَل " بفتح الفاء والعين
مثل : مَدَد ، طَلَل ، مَلَل ، خَبَب ، جَلَل .
8 ـ أن يكون الحرفان المثلان على وزن " أفْعِل " التعجب .
مثل : أَعْزِز بالعلم ، وأَشْدِد بالحر ، فلا يصح إدغامها ونقول : أعزّ ، وأشدّ .
9 ـ أن يعرض سكون أحد الحرفين المثلين لاتصاله بضمير رفع متحرك .
مثل : رددت – رددن – رددنا ، عددت – عددن – عددنا .
10 ـ ويمتنع الإدغام إذا كان الحرفان المثلان في كلمتين ، وكان الحرف الذي قبلهما ساكناً غير لين .
مثل : شهْرُ رَمضان ، غدْرُ رَجل ، جمْعُ عَامل .
11 ـ ويمتنع أيضاً إذا كان الحرفان المثلان في كلمتين ، وكان الأول الساكن حرف مد واقعاً في آخر الكلمة الأولى .
مثل : يرجو وائل ، ويرمي يوسف . وقد مرّ ذكره في موضع الوجوب فانتبه
فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ إذا كان الفعل الماضي المضعف الآخر مضموم الفاء جاز في مضارعه المجزوم تحريك آخره بالحركات الثلاث :
فنقول : في مضارع الفعل "جُنَّ " المجزوم : لم يَجُنُّ ، لم يَجُنَّ ، لم يَجُنِّ . والنوع الأخير أضعفها .
* فإذا كانت فاء الفعل مفتوحة جاز في آخره التحريك بالفتح أو الكسر ، فنقول : في مضارع " جَدَّ " المجزوم : لم يَجِدَّ ، لم يَجِدِّ . والفتح أفصح وأكثر .
* وكذا إذا كانت فاء الفعل مكسورة في المضارع جاز تحريك آخر الفعل المضعف المجزوم بالفتح أو الكسر ، والفتح أولى وأكثر .
مثل : فرّ نقول في مضارعها المجزوم : لم يَفِرَّ ، لم يَفِرِّ .
وفي الحالات السابقة يكون جزم الفعل المضارع حينئذ بسكون مقدر على آخره ، منع من ظهوره حركة الإدغام ، وكذا الحال بالنسبة للفعل الأمر المدغم الآخر ، فإنه يبنى على السكون المقدر على آخره ، منع من ظهوره حركة الإدغام أيضاً ، مثل : عُدَّ ، رُدَّ.
2 ـ إذا كان الفعل الماضي الثلاثي المجرد ، مكسور العين ، مضاعفاً ، ومسنداً إلى ضمير رفع متحرك ، مثل : ظل : ظللت .
جاز فيه ثلاثة أوجه :
أ – استعماله تاماً مفكوك الإدغام ، مثل : ظَلِلتُ .
ب – حذف عينه مع بقاء حركة الفاء مفتوحة ، مثل : ظَلْتُ .
ج – حذف عينه ونقل حركتها إلى الفاء بعد طرح حركتها ، مثل : ظِلْتُ .
* فإذا كان الفعل مضارعاً أو أمراً ، ثلاثياً أو مجرداً مضاعفاً ، مكسور العين مسنداً إلى ضمير رفع متحرك جاز فيه وجهان :
أ – جاز فيه الإتمام ، فنقول في مثل : يَقِرُّ وقِرَّ : يقررن ، واقررن
ب – كما يجوز فيه حذف عينه ونقل حركتها إلى الفاء ، مثل : يَقِرن ، وقِرن .
3 ـ يجوز الإدغام بل يقل إذا كان الحرفان المثلان في كلمة واحدة تاءين ، فيما كان من الأفعال على وزن " افتعل " .
مثل : اقتتل ، واستتر ، وارتتق ، وافتتح .
ففي كل فعل من الأفعال السابقة تاءان ، إحداهما أصلية في الفعل والثانية تاء الافتعال ، فإذا أدغمنا التاءين ، مثل : قتّل ، وستّر ، ورتّق ، وفتّح .
قد يختلط وزن " افتعل " بما هو على وزن " فعّل " .
غير أن اللغويين فرقوا بين النوعين بواسطة مضارع الفعل ، فالفعل الذي حدث فيه الإدغام يكون مضارعه بفتح حرف المضارعة فنقول : يَقَتِّل .
أما مضارع " فعّل " فيكون بضم حرف المضارعة ، فنقول : يُقَتِّل .
4 ـ إذا اتصل بالفعل المدغم جوازاً ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة أو نون التوكيد ، وجب الإدغام لزوال سكون ثاني المثلين .
5 ـ الألف لا تدغم أبداً لا في مثلها ولا في مقاربها ولا يستطاع أن تكون مدغماً فيها .
6 ـ والهمزة لا تدغم في مثلها إلا في مثل : سأال ، ورأاس .
7 ـ الهاء لا يدغم فيها إلا الهاء ، مثل : اكره هلالا .
ويجوز أن تدغم في الحاء سواء سبقتها أو لحقتها ، مثل :
اكره حانقاً ، فنقول : اكرحّانقاً ، بتضعيف الحاء .
واذبح هذا ، فنقول : اذبحّاذا ، بتضعيف الحاء أيضاً .
8 ـ يجوز في الصاد أن تدغم في الطاء بعد قلب الطاء صاداً .
فنقول في : اصطبر : اصّبر ، وفي اصطفى : اصّفى ، وفي اصطلى : اصّلى .
9 ـ يجوز الإدغام باللفظ لا بالخط إذا كان الحرفان المثلان في كلمتين .
مثل : كتبَ بالقلم ، فنطقها : كتبْ بالقلم .
والإدغام في هذه الحالة يكون بإسكان المثل الأول فقط .
ثانياً : الإعلال والإبدال
1 ـ الإعلال
تعريفـه : هو تغيير يحدث في بعض حروف العلة الموجودة في كلمة ما ، ويكون هذا التغيير إما بتسكينها أو نقلها أو حذفها أو قلبها .
فالتسكين ، مثل : يجريْ ، والأصل : يجريُ .
والنقل ، مثل : يقولُ ، والأصل : يَقْوُلُ .
والحذف ، مثل : يَعِدُ ، والأصل : يَوْعِدُ .
والقلب ، مثل : عاد ، والأصل : عَوَدَ .
1 ـ الإعلال بالتسكين :
تعريفـه : هو حذف حركة حرف العلة دفعاً للثقل ، ثم نقل حركته إلى الحرف الصحيح الساكن قبله . ويكون في موضعين هما
أ – إذا تطرفت الواو أو الياء بدع حرف متحرك ن حذفت حركتها إن كانت ضمة أو كسرة دفعاً للثقل .
مثل : يلهُوْ الرّاعِيْ ، وأصلها : يلهُوُ الرّاعِيُ .
ويرمِيْ الرامِيْ ، وأصلها : يرمِيُ الرامِيُ .
ومثل : ألقي القبض على الجانيْ ، وأصلها : على الجانِيِ .
* فإن لزم من ذلك التقاء الساكنين ، حذفت لام الكلمة .
مثل : يجرون ويدعون ، فالأصل ، يجريون ويدعوون .
* فإن كانت الحركة فتحة لم تحذف .
مثل : لن أرجوَ إلا الله ، ولن أعطيَ المهمل كتاباً .
* وإن تطرفت الواو أو الياء بعد حرف ساكن لم تحذف الحركة .
مثل : هذا دلوٌ ، وشربت من دلوٍ .
وهذا ظبيٌ ، وأمسكت بظبيٍ .
ب – إذا كانت عين الكلمة واواً أو ياءً متحركتين ، وما قبلهما حرف صحيح ساكن .
مثل : يقوم ، ويبيع ، وأصلهما : يَقْوُمُ ويَبْيِعُ .
فنقلت حركة الواو والياء إلى ما قبلها ، فصارت : يقوم ويبيع .
ويستثنى مما سبق الآتي :
1 ـ أفعل التعجب ، مثل : ما أقومه ، وأقوم به ، وما أبينه ، وأبين به .
2 ـ ما كان على وزن أفعل التفضيل ، مثل : أقوم ، وأبين .
3 ـ ما كان على وزن مِفعل ، ومِفعلة ، ومِفعال .
مثل : مِقود ، مِروحة ، مِكيال ومِقوال .
4 ـ ما كان على وزن الصفة المشبهة ، مثل : أحول ، وأبيض .
5 ـ ما كان مضعفاً ، مثل : ابيضَّ واسودَّ .
6 ـ ما كان بعد واواه أو يائه ألف ، مثل : تجوال وتهيام .
7 ـ ما أعلت لامه ، مثل : أهوى وأحيا .
8 ـ ما صحت عين ماضيه المجرد ، مثل : يَعْوَر ويَصْيَد .
2 ـ الإعلال بالنقل :
تعريفـه : هو نقل الحركة من حرف علة متحرك إلى حرف صحيح ساكن قبله .
وهذا النوع من الإعلال لا يحدث إلا في الواو والياء لأنهما يتحركان ، بخلاف الألف لأنها لا
تتحرك ، مثل : يعود ويبيع ، فأصلهما : يَعْوَد ، ويَبْيَع .
ويكون الإعلال بالنقل في أربعة مواضع وهي كالتالي :
أ – إذا كانت عين الكلمة واواً أو ياء متحركتين ، وكان ما قبلهما ساكناً صحيحاً ، نقلت حركة العين إلى الساكن قبلها ، لاستثقالها على حرف العلة ، وهذه الحركة المنقولة عن حرف العلة إما مجانسة له أو غير مجانسة .
* فإذا كانت الحركة مجانسة له اكتفى بالنقل .
مثل : " قال " أصله : قَوَلَ ومضارعه : يَقُوْلُ ، وأصله : يَقْوُلُ .
و " باع " أصله : بَيَعَ ومضارعه : يَبِيْعُ ، وأصله : يَبْيِعُ .
ويلاحظ من المثالين السابقين أن الواو بقيت واواً ، وأن الياء بقيت ياء ، لأن الحركة التي كانت عليها الواو هي الضمة ، والضمة من جنس الواو . ولأن الحركة التي كانت عليها الياء هي الكسرة ، والكسرة من جنس الياء .
* وإذا كانت الحركة المنقولة عن حرف العلة غير مجانسة له ، قلب حرفاً يجانسها .
مثل : أقام ، وأصله : أَقْوَمَ ، وبنقل حركة العين تصير : أَقَوْمَ .
وبقلب الواو ألفاً لأنها تناسب الفتح قبلها تصير : أقام .
ومثله : أمال ، وأصله : أَمْيَلَ ، ونقل حركة العين تصير : أَمَيْلَ .
وبقلب الياء ألفاً لأنها تناسب الفتح قبلها تصير : أمال .
وكذا الحال في : يقيم ويميل .
فالأصل في يقيم : يَقْوِم ، وفي يميل : يَمْيِل .
فنقلت حركة الواو والياء الساكن قبلهما ، ثم قلبت الواو والياء ألفاً بعد الفتحة ، وياء بعد الكسرة للمجانسة .
* فإن لزم بعد نقل الحركة قبلها اجتماع ساكنين ، حذف حرف العلة منعاً للالتقاء .
مثل : أبِنْ ، والأصل : أبْينْ ، ومثل : لم يقم ، والأصل : لم يَقْوُمْ .
فحذف حرفا العلة في المثالين دفعاً لالتقاء الساكنين .
ب – إذا كانت عين الكلمة واواً أو ياء في اسم يشبه الفعل المضارع في وزنه دون زيادته .
مثل : مَقام ، وأصله : مَقْوَم على وزن " يَعْلَم " ، تصير بالنقل : مَقَوْم فتنقلب الواو ألفاً لأنها تناسب الفتح قبلها ، فتصير : مَقام .
* أو ما وافق الفعل المضارع في زيادته دون وزنه كبناء اسم من المصدر " قَوْل " أو " بَيْع " على وزن " تِحْلِئ " وتعني القشر الذي يظهر على الجلد حول منابت الشعر .
فنقول : تِقِيْل وتِبِيْع ، والأصل : تِقْول ، وتَبْيع .
* فإذا شابه الاسم الفعل المضارع في وزنه وزيادته أو خالفه فيهما معاً ، وجب تصحيحه .
مثال الأول : أسود وأبيض ، فهما يشبهان الفعل المضارع الذي على وزن أفْعَل في الوزن والزيادة .
ومثال الثاني : مِخْيَط ، لأن الفعل المضارع لا يكون في الغالب مكسور الأول ، ولا مبدوء بميم زائدة .
ج – إذا كانت عين الكلمة واواً أو ياءً لما صيغ على وزن مفعول من فعل ثلاثي أجوف .
مثل : مصوغ ، والأصل : مصْوُوغ ، فتصير بالنقل : مصُوْوغ ، فيجتمع واوان ساكنان ، يجب حذف أحدهما ، فتصير : مصوغ .
وكذا الحال في : مبيع ، والأصل : مبيوع ، فتصير بالنقل : مَبُيْوع ، فالتقى ساكنان الياء والواو ، فحذفت الواو ، فصارت : مَبُيْع ، فتكسر الباء لمناسبة الياء ، فتصير : مَبِيع .
د – إذا كانت عين الكلمة واواً أو ياء لما صيغ من المصادر على وزن إفعال واستفعال .
مثل : إقامة ، والأصل : إقْوَام ، فتصير بالنقل : إقَوْام ، ثم قلبت الواو ألفاً لتناسب الفتحة قبلها ، فتصير : إقاام ، ثم حذفت الألف الثانية لزيادتها وقربها من لآخر الكلمة وعوض عنها بتاء التأنيث في آخره .
وكذا الحال في استقامة ، يجري عليها ما سبق في إقامة .

الإعلال بالحذف
ينقسم الإعلال بالحذف إلى قسين :
أ – حذف قياسي : وهو ما كان لعلة تصريفية غير التخفيف ، كالتقاء الساكنين ، والاستثقال .
ب – حذف غير قياسي : وه ما كان لغير علة تصريفية ، ويعرف بالحذف الاعتباطي .
مثل حذف الياء من كلمة : يد ، ودم ، فأصلهما : يَدَيٌ ، ودَمَيٌ .
ومثل : حذف الواو من كلمة : اسم ، وابن ، وشفه ، فأصلها : سِمْوٌ ، ونَبَوٌ ، وشَفَوٌ ، وغير ما سبق مما يقع فيه الحذف على غير القياس .
أما الحذف القياسي فيكون في المواضع التالية :
1 ـ إذا كان الفعل ثلاثياً معتل الأول ويكون حرف العلة واواً ، وعينه مفتوحة في الماضي مكسورة في المضارع ، تحذف الواو في المضارع والأمر ، والمصدر إذا كان على وزن فِعلة لغير الهيئة ، بشرط أن يعوض بتاء في آخره .
مثل : وَجَدَ : يَجِدُ ، وأصله : يَوْجِدُ . حذفت الواو في المضارع .
ومثل : وَجَدَ : جِد ، وأصله : اوْجِد ، فحذفت همزة الوصل التي جيء بها لوجود الساكن في أول الكلمة ، ثم حذفت واو الفعل فصار الفعل : جِد .
ومثله : وعد ، المصدر منه : عِدة ، وأصله : وِعْدٌ ، فحذفت الواو وعوض عنها بتاء في آخره فصار : عِدَة .
* فإذا كان الفعل معتل الأول بالياء مثل : ينع ومضارعه : يينع .
أو إذا كانت ياء مضارعه مضمومة مثل : أوجد : يُوجد .
أو عينه غير مفتوحة في الماضي مثل : وَضُؤ : يَوْضُؤ .
فلا إعلال بالحذف فيها وفي نظائرها فتدبر .
2 ـ إذا كان الفعل ماضياً مزيداً بالهمزة على وزن " أَفْعَل " تحذف همزته في المضارع ، واسم الفاعل واسم المفعول .
مثل : أكرم : يكرم ، وأصله : يؤكرم ، حذفت الهمزة .
أحسن : يحسن ، وأصله : يؤحسن ، حذفت الهمزة .
ومثال اسم الفاعل : أكرم : مُكرِم ، وأصله : مؤكرم ، حذفت الهمزة .
ومثال اسم المفعول : أحسن : مُحسَن ، وأصله : مُؤحسَن ، حذفت الهمزة .
3 ـ إذا كان الفعل ماضياً ثلاثياً مضعفاً مكسور العين مسنداً إلى ضمير رفع متحرك جاز فيه الحذف والإتمام على النحو التالي ، مثل : ظل ، وأصله : ظَلِل .
تقول : ظلِلتُ ، ظلِلنا ، ظلِلن ، ظلِلتَ ، ظلِلتما ، ظلِلتم .
ب – حذف عين الفعل دون التغيير في حركاته .
تقول : ظَلْتُ ، ظَلْنا ، ظَلْن ، ظَلْتَ ، ظَلْتما ، ظَلْتم .
ج – حذف عين الفعل مع نقل حركتها إلى الفاء .
تقول : ظِلْتُ ، ظِلْنا ، ظِلْن ، ظِلْتَ ، ظِلْتما ، ظِلْتم .
* أما إذا كان الفعل في صيغة المضارع أو الأمر واتصلت به نون النسوة جاز فيه وجهان فقط هما :
أ – الإتمام مع فك الإدغام دون تغيير في الحركة .
تقول : يَظْلِلن ، اظْلِلْنَ .
ب – حذف عينهما مع نقل حركة الكسرة إلى الفاء .
تقول : يَظِلْن ، ظِلْنَ ، وكما هو مبين في الحالات السابقة فانتبه .
4 ـ إذا كان الفعل ثلاثياً معتل الوسط بالواو أو الياء يحذف وسطه في اسم المفعول منه .
مثل : قال : مقول ، وأصله : مقْوُول ، فنقلت حركة الضمة من الواو إلى القاف كما مر معنا في الإعلال بالنقل ، فيصير : مَقُوول ، فاجتمع واوان ساكنتان ، فتحذف الثانية لتطرفها ولأنها واو مفعول ، فيصير : مَقُول .
ومثله : باع : مَبِيع ، وأصله : مَبْيُوع ، فنقلت حركة الضمة من على الياء إلى الباء ، فتصير : مَبُيوع ، فاجتمع ساكنان الياء والواو ، فتحذف الواو لأنها واو مفعول ، وتقلب ضمة الباء كسرة لتناسب الياء فتصير : مَبِيع .
* كما يحذف وسطه مع الفعل المضارع المجزوم أو الأمر والمنسد إلى ضمير رفع متحرك .
مثل : قال : لم يقلْ وقُلْ ، باع : لم يبعْ وبِعْ ، حذفت عينه .
مثل : قال : قلت ، قلنا ، قلن . باع : بعت ، بعنا ، بعن .

الإعلال بالقلب
أولاً قلب الواو والياء ألفاً : أو إبدال الألف من الواو والياء :
إذا تحركت الواو أو الياء وانفتح ما قبلها قلبتا ألفاً .
مثل : قال وباع ، فأصلهما : قَوَلَ وبَيَعَ .
غير أن قلب الواو والياء ألفاً يخضع لشروط حصرها الصرفيون في عشرة شروط هي :
1 ـ أن تتحرك كل من الواو أو الياء بالضم أو الفتح أو الكسر ، لذلك صحتا في مثل : قَوْل ، وبَيْع ، وعَوْم ، وقَيْل ، أي لم تقلبا ألفاً ، لأنهما ساكنتان .
2 ـ أن تكون حركة كل منهما أصلية ، لذلك صحتا في مثل : جَيَل مخفف جيْئل ، وتَوَم مخفف توْأم ، ولا في مثل قوله تعالى : { ولا تنسوا الفضل بينكم } 237 البقرة ، ولا في قوله تعالى : { لتبلَوُنَّ في أموالكم } 186 آل عمران .
3 ـ أن يكون ما قبلها مفتوحاً ، لذلك صحتا في مثل :
دول وعوض ، لعدم انفتاح ما قبل الواو أو الياء .
4 ـ أن تكون الفتحة التي قبلها متصلة بهما في كلمة واحدة ، لذلك لا تقلبان في مثل : سافرَ وليد ، وحضرَ يزيد .
فالفتحة التي قبل واو وليد وياء يزيد ليست في نفس الكلمة ، وإنما كل منهما في كلمة مستقلة .
5 ـ أن يتحرك ما بعدهما إن كانت كل من الواو أو الياء عيناً أو فاء في الكلمة ، وألا يقع بعدهما ألف ولا ياء مشددة إن كانتا لامين .
لذلك يمتنع القلب في مثل : توالى وتيامن ، لأن ما بعد الواو والياء ألف ساكنة .
كما يمتنع القلب في مثل : دَنَوَا وجريا ، لوقوعهما لاماً للكلمة وبعدهما ألف .
كما يمتنع القلب في مثل : جَلَوِيّ ، ونَدَويّ ، ولا : حَبَيّ ، لوجود ياء مشددة بعدهما .
6 ـ ألا تكون الواو أو الياء عيناً لفعل على وزن " فَعِلَ " الذي تكون الصفة المشبهة منه على وزن " أفعل " .
فلا تقلبان ألفاً في مثل : حَوِل وعَوِر ، وهَيِف وغَيِد .
لأنها على وزن " فَعِل " والصفة المشبهة على وزن : أحول وأعور وأهيف وأغيد .
7 ـ ألا تقع الواو أو الياء عيناً لمصدر الفعل السابق .
فلا قلب في مثل : حَوَل وعَوَر ، وهَيَف وغَيَد .
8 ـ ألا تقع الواو عيناً لفعل ماض على وزن " افتعل " الدال على المفاعلة " بمعنى المشاركة " . لذلك لا تقلب الواو ألفاً في مثل : اجتوَرُوا " بمعنى جاور بعضهم بعضاً " ، وابتاعوا " بمعنى تبايعوا " .
9 ـ ألا يقع بعد الواو أو الياء حرف آخر يستحق أن يقلب ألفاً .
فإذا اجتمعت الواو أو الياء مع حرف علة آخر في كلمة واحدة فالأغلب قلبه ألفاً وترك الواو أو الياء دون قلب .
مثل : الهوى ، مصدر من الفعل : هَوِيَ ، وأصل المصدر : هَوَيُ .
فكانت الواو تستحق القلب ألفاً ، ولكن لوجود الياء بعدها وهي تستحق القلب أيضاً ، قلبت الياء ألفاً وتركت الواو دون قلب .
ومثله أيضاً : الحيا ، يجري عليه ما جرى على الهوى .
10 ـ أر تكون إحداهما عيناً في كلمة مختومة بحرف من الأحرف الزائدة المختصة بالأسماء ، كالألف والنون مجتمعتان معاً ، أو ألف التأنيث المقصورة .
لذلك لا قلب في مثل : الجولان ، والهيمان ، والصَّورى .

ثانياً : قلب الواو والياء همزة :
تقلب الواو والياء همزة أو تبدل الهمزة من الواو والياء في المواضع التالية :
1 ـ إذا تطرفت الواو أو الياء بعد ألف زائدة .
مثل : دعاء وسماء ، وبناء وطلاء ، فأصلهما : دعاو وسماو ، وبناي وطلاي .
* فإذا جاء لعد الواو أو الياء المتطرفة تاء التأنيث ، احتمل أن تكون عارضة ، أي يمكن الاستغناء عنها وحينئذ لا يمتنع قلب الواو أو الياء همزة .
مثل : كساءة وبناءة ، وأصلهما : كساو وبناي .
فقلبت الواو والياء همزة فصارت كساء وبناء ، وتؤنث فتصير : كساءة وبناءة .
واحتمل أن تكون التاء غير عارضة أي لا يمكن الاستغناء عنها ، وحينئذ يمتنع قلب الواو أو الياء همزة . مثل : حلاوة وهداية .
فتاء التأنيث في الكلمتين السابقتين ملازمة لهما ولذلك لا يصح أن نقول : حلاو وهداي .
* وتشارك الألف الواو والياء في قلبهما همزة ، وذلك إذا وقعت الألف في آخر الكلمة بعد ألف زائدة فإنها تقلب الهمزة .
مثل : خضراء وحمراء ، فأصلهما : خضرا وحمرا ، ثم مدت الألف بمعنى زيدت ألفاً أخرى فصارت : خضراا وحمراا ، فوقعت الألف الثانية متطرفة بعد ألف زائدة ، فقلبت همزة وصارت الكلمة : خضراء وحمراء .
2 ـ إذا وقعت الواو أو الياء عيناً لاسم فاعل ، فاعله معتل الوسط " أجوف " وكانت عينه قد أعلت أي أنها قلبت إلى حرف آخر .
مثل : قائل وبائع وهما من الفعلين : قال وباع وأصلهما : قَوَلَ وبَيَعَ .
واسم الفاعل منهما : قاول وبايع ، فوقعت الواو والياء عيناً وكانت هذه العين قد أعلت في الفعلين ، لذلك قلبتا همزة فتصير : قائل وبائع .
* فإذا كانت عين الفعل غير معلة ، أي إذا كانت الواو أو الياء غير مقلوبة في الفعل فإنه يصح الإبدال وتبقى الواو أو الياء دون قلبهما همزة .
مثل : عَوِر – عَاوِر ، فالواو بقيت صحيحة في الفعل وكذا في اسم الفاعل .
3 ـ إذا وقعت الواو أو الياء بعد ألف " مفاعل " أو ما يشبهه في عدد الحروف ونوع الحركات ، على شرط أن تكون الواو أو الياء حرف مد ثالثاً في الكلمة .
مثل : عجوز – عجائز ، صحيفة – صحائف .
فالواو في عجوز والياء في صحيفة كل منهما حرف زائد ، لأن الكلمة على وزن فعيلة ، كما أن كل منهما حرف مد ثالث في الكلمة .
وفي حالة الجمع نقول : عجائز وصحائف .
فتقع الواو أو الياء بعد ألف مفاعل أو شبهة " كفواعل وفعالل وأفاعل وفعايل " والوزن الأخير هو الذي يكون عليه جمع عجوز وصحيفة ، فتقلب الواو أو الياء همزة فتصير : عجائز وصحائف / فعائل .
* وتشارك الألف الواو والياء في هذا الحكم ، وينطبق عليها ما ينطبق عليهما وبالشروط نفسها ، مثل : قلادة : قلائد .
أما إذا لم تكن الواو أو الياء حرف مد ، أو لأن كلاً منهما حرف أصلي في الكلمة فلا يتم قلب مثل : قسورة : قساور ، لم تقلب الواو همزة لأنها ليست حرف مد .
ومثل : مفازة : مفاوز ، ومعيشة : معايش .
لم تقلب الواو أو الياء همزة لأنهما غير زائدتين ، بل كل منهما حرف أصلي .
* شذت بعض الكلمات عن القاعدة فقلبت الواو والياء همزة رغم أنهما أصليتان .
مثل : منارة : منائر ، ومصيبة : مصائب ، والأصل : مناور ومصاوب .
4 ـ إذا وقعت الواو أوالياء ثاني حرفين لينين بينهما ألف " مفاعل " أو ما شابهه في الحروف والحركات ، تقلب همزة ، سواء أكان الحرفان واوين أم ياءين أو مختلفين .
مثل : أول : أوائل ، وأصلها : أواول فقلبت الواو همزة .
نيّف : نيائف ، وأصلها : نيايف فقلبت الياء همزة .
سيد : سيائد ، وأصلها : سياود فقلبت الواو همزة .
5 ـ إذا اجتمعت واوان في أول الكلمة ، بشرط أن تكون الواو الثانية غير منقلبة عن حرف آخر ، تقلب الواو الأولى همزة في الجمع .
مثل : واقفة : أواقف ، وأصلها : وواقف .
واصلة : أواصل ، وأصلها : وواصل .
* إذا نسبت إلى كلمة " راية " أو " غاية " تقول : رائي وغائي ، وأصلهما : راييّ وغاييّ .
فاجتمع ثلاث ياءات ، ياء الكلمة وياء النسب المشددة ، فتقلب الياء الأولى همزة جوازاً فتصير : رائي وغائي .

ثالثاً : قلب الهمزة واواً أو ياءً :
تقلب الهمزة واواً أو ياءً ، أو تبدل الواو والياء من الهمزة في موضعين هما :
1 ـ إذا وقعت الهمزة بعد ألف " مفاعل " أو ما يشابهه بشرط أن تكون الهمزة عارضة " غير أصلية " وأن تكون لام المفرد إما همزة أصلية ، وإما حرف علة واواً أو ياء .
* مثل : خطيئة : لامها همزة أصلية .
تجمع على خطايا ، والأصل : خطايِىءُ ، ثم تقلب الياء الواقعة بعد ألف مفاعل أو شبهة إلى همزة لأنها في الأصل مدة زائدة في المفرد فتصير : خطائِيُ .
ثم تقلب الهمزة الأخيرة المتطرفة ياء لوقوعها بعد همزة فتصير : خطائِيُ .
ثم تقلب كسرة الهمزة فتحة للتخفيف فتصير : خطائَيُ .
ثم تُحرك الياء الأخيرة ويُفتح ما قبلها فتقلب ألفاً وتصير : خطاءا .
وأخيراً تقلب الهمزة ياء لاجتماع ثلاثة أحرف متشابهة وهي : الألف ، والهمزة ، وهي تشبه الألف – والألف الأخيرة ، فتصير الكلمة : خطايا .
* ومثل : هدية : لامها ياء أصلية ، ومثلها : قضية .
تجمع على هدايا ، والأصل : هدايِيُ ، ثم تقلب الياء الأولى همزة فتصير : هدائِيُ ، ثم تقلب كسرة الهمزة فتحة فتصير : هدائَيُ ، ثم تقلب الياء ألفاً فتصير : هدايا .
ومثل : عشية : لامها ياء أصلها واو ، ومثلها : مطية .
تجمع على عشايا ، والأصل : عشايؤ ، ثم تقلب الواو ياء لتطرفها فتصير : عشايِيُ ، ثم تقلب الياء الأولى همزة فتصير : عشائِيُ ، ثم تقلب كسرة الهمزة فتحة فتصير : عشائَيُ ، ثم تقلب الياء ألفاً فتصير : عشاءا ، وتقلب الهمزة ياء فتصير : عشايا .
* ومثل : هراوة : لمها واو أصلية .
تجمع على هَرَاوَى ، والأصل : هرائِوُ ، ثم تقلب الواو لتطرفها بعد كسرة فتصير : هرائِيُ ، وتقلب كسرة الهمزة فتحة فتصير : هرائَيُ ، ثم تقلب الياء ألفاً فتصير : هَرَاءا ، وتقلب الهمزة واواً فتصير : هراوى .
2 ـ أ – إذا اجتمع في الكلمة الواحدة همزتان ، وكانت الأولى متحركة والثانية ساكنة ، قلبنا الساكنة حرف علة من جنس حركة الأولى ، فإن كانت الأولى فتحة قلبنا الثانية ألفاً ، وإن كانت الأولى ضمة قلبنا الثانية واواً ، وإن كانت الأولى كسرة قلبنا الثانية ياء .
* مثل : آمن : الهمزة الأولى مفتوحة فقلبت الثانية الساكنة ألفاً .
فأصلها : أامن ، اجتمعت همزتان فقلبت الثانية ألفاً لسكونها وانفتاح الهمزة التي قبلها ، فتصير : آمن .
* ومثل : أُوخذ : الهمزة الأولى مضمومة فقلبت الثانية الساكنة واو .
فأصلها : أُاخذ . اجتمعت همزتان فقلبت الثانية واو لسكونها وضم التي قبلها فتصير : أُوخذ .
* ومثل : إيمان : الهمزة الأولى مكسورة فقلبت الثانية الساكن ياء وأصلها : إامان .
ب – وإذا كانت الهمزة الأولى ساكنة والثانية متحركة ، تدغم الهمزتان معاً ، وهذا لا يكون إلا في عين الكلمة .
مثل : سأل ، فعندما تصوغ منها صيغة مبالغة على وزن " فعّال " .
تقول : ساْأال ، فاجتمعت همزتان الأولى ساكنة والثانية متحركة فأدغمت الأولى في الثانية فتصير : سأآل .
ومثلها : لأل : لأآل ، ورأس : رأآس .
ج – وإذا كانت الهمزتان متحركتين بالفتح قلبت الثانية واواً .
مثل : آدم ، وجمعها : أَوَادم ، قلبت الهمزة الثانية واواً في الجمع .
وكذا إذا كانت الثانية مفتوحة والأولى مضمومة ، تقلب الثانية واواً .
مثل : آدم ، وتصغيرها : أُويدم ، قلبت الثانية واواً في التصغير .
* فإذا كانت حركة الثانية فتحة وحركة الأولى وكسرة ، تقلب الثانية ياء .
مثل : إيَمٌّ من الفعل : أَمَّ بمعنى قَصد .
وأصل إيَمٌّ : إئمَمٌ ، فنقلت حركة الميم الأولى إلى الهمزة التي قبلها ، ثم أدغمت الميم في الميم فتصير : إئَمٌّ ، ثم قلبت الهمزة الثانية ياء فتصير : إيَمٌّ .
تنبيه : إن وجود الهمزتين المتحركتين في الكلمة الواحدة سواء أكانتا متحركتين بالفتح ، أم الأولى بالكسر والثانية بالفتح كما في الحالتين السابقتين ، أم كانت الثانية مكسورة والأولى مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة ، كل هذا ليس بذي بال في الاستعمال اللغوي ، كما أن علماء اللغة لم يتعرضوا لها إلا بغرض التدريب الذهني ليس غير ، لذلك اكتفينا بذكر الصورتين السابقتين من الفقرة " ج " للفائدة فقط .

رابعاً : قلب الألف ياء :
تقلب الألف ياء ، أو تبدل الياء من الألف في حالتين :
1 ـ إذا وقعت بعد كسرة في جمع التكسير أو التصغير .
مثل : منشار ، وجمعها : مناشير ، وأصلها : مناشِار ، فوقعت الألف بعد كسرة فقلبت ياء ، فصارت : مناشير .
ومثلها : مصباح : مصابيح ، ومفتاح : مفاتيح ، ومزلاج : مزاليج .
ومثال التصغير : منشار : منيشِار ، وبقلب الألف ياء لتناسب الكسرة صارت : منيشير ، ومصباح : مصيبيح ، ومفتاح : مفيتيح .
2 ـ إذا وقعت الألف بعد ياء التصغير .
مثل : غلام وتصغيرها : غُليِّم ، كتاب : كُتيِّب ، سلام : سُليِّم .
والأصل في تصغيرها : غُلَيْام ، فوقعت الألف بعد ياء التصغير الساكنة ، وذلك محال لالتقاء ساكنين ، فتقلب الألف ياء وتدغم في ياء التصغير ، فتصير : غُليِّم .

خامساً : قلب الألف واواً :
تقلب الألف واواً ، أو تبدل الواو من الألف في موضع واحد وهو أن تقع بعد ضمة ، كأن تصغر كلمة ما فتقول في مثل : عالم : عُوَيلم ، وصانع : صُوَينع ، أو في بناء الأفعال التي تفيد المشاركة للمجهول .
مثل : قاتل : قُوتِل ، بايع : بُويِع ، صافح : صُوفِح ، لاعب : لُوعِب .

سادساً : قلب الواو ياء :
تقلب الواو ياء ، أو تبدل الياء من الواو في المواضع التالية :
1 ـ إذا وقعت الواو متطرفة بعد كسرة .
مثل : رَضِيَ ، والداعِي ، والغازية .
فالأصل : رَضِوَ ، والداعِوَ ، والغازِوَة .
فتطرفت الواو بعد الكسرة ، فقلبت ياء ، ولا فرق إذا ختمت الكلمة بتاء التأنيث أو لا كما في : الغازية والداعية وشجية وأودية .
2 ـ إذا وقعت الواو عيناً لمصدر ، بشرط أن تكون معلة في الفعل وقبلها كسرة وبعدها ألف في المصدر .
مثل : قام : قيام ، وصام : صيام .
والأصل : قِوَام ، وصِوَام .
* أما إذا لم تكن الكلمة مصدراً فلا قلب كما في مثل : سِوار وسواك .
وكذا إذا لم تعل عين الفعل ، ولم توجد بعدها ألف زائدة .
مثل : لِواذ وجوار ، ومثل : حِوَل وعِوَر .
3 ـ إذا وقعت الواو عيناً لجمع تكسير صحيح اللام وقبلها كسرة بشرط أن تكون معلة في المفرد .
مثل : دار ، وجمعها : ديار ، والأصل : دِوار .
حيلة ، وجمعها : حَيل ، والأصل : حِوَل .
4 ـ إذا وقعت عينا لجمع تكسير صحيح اللام ، وقبلها كسرة بشرط أن تكون ساكنة في المفرد وبعدها ألف في الجمع .
مثل : سَوْط ، ورَوْض ، وحَوْض .
جمعها : سِياط ، ورِياض ، وحِياض .
والأصل : سِواط ، ورِواض ، وحِواض .
* فإذا كانت الواو متحركة أو لا يوجد بعدها ألف في الجمع فلا تقلب .
مثل : طويل ، وجمعها : طِوال .
ومثل : كوز ، وجمعها : كِوَزة ، وعود : عِودة .
5 ـ إذا وقعت متطرفة في الفعل الماضي الرباعي أو ما زاد عليه بشرط أن يسبقها فتحة ، وأن تكون قد انقلبت ياء في المضارع .
مثل : أعطيت ، وأوليت ، وزكيت ، واستوليت ، والمربَّيان .
والأصل : أعطَوْت ، وأولَوْت ، وزكَّوْت ، واستولَوْت ، والمربَّوان .
6 ـ إذا وقعت الواو ساكنة غير مشددة مكسورة ما قبلها .
مثل : ميقات ، وميزان ، وميعاد .
والأصل : مِوْقات ، ومِوْزان ، ومِوْعاد .
7 ـ إذا وقعت الواو لاماً لوصف على وزن " فُعلى " .
مثل : الدنيا والعليا ، وأصلها : الدنوى والعلوى من الدنو والعلو .
* وقد شذ قياساً لا استعمالاً قول أهل الحجاز : القصوى ، لأنه في كلامهم ، ومنه قوله تعالى : { وهم بالعدوة القصوى } 42 الأنفال .
* أما إذا كانت " فُعلى " اسماً وليست وصفاً سلمت الواو ولم تقلب .
مثل : حُزوى ، وهو اسم لموضع في الحجاز .
8 ـ إذا اجتمعت الواو مع الياء في كلمة واحدة ، بشرط ألا يفصل بينهما فاصل ، وأن تكون الأولى منهما أصلية " غير منقلبة عن حرف آخر " وساكنة سكوناً أصلياً " غير عارض " ، وجب قلب الواو ياء ، وإدغامها في الياء .
مثل : ميّت ، وسيّد ، وأصلهما : مَيْوِت ، وسَيْوِد .
فقلبت الواو ياء ثم أدغمت في الياء التي قبلها .
مثل : لوّ ، وكيّ ، وأصلهما : لوْي ، وكوْي .
فقلبت الواو ياء ثم أدغمت في الياء التي بعدها .
ولذلك لا فرق أن تكون الواو سابقة أو لاحقة .
* فإذا اجتمعت الواو والياء في كلمتين منفصلتين لم تقلب الواو ياء .
مثل : يغدو يوسف .
* كما لا تقلب في مثل : زيتون ، لوجود الفاصل بينهما .
* وكذلك إذا كانت الأولى متحركة ، أو كانت غير أصلية .
مثل : طويل وعويل ، ومثل : تُويجر ولويعب .
9 ـ إذا وقعت الواو لاماً لجمع تكسير على وزن " فُعُول " .
مثل : عصا وجمعها : عِصِيّ ، والأصل : عُصُووٌ ، فقلبت الواو الأخيرة ياء فصارت : عُصُويٌ ، ثم قلبت الواو الأولى ياء تبعاً للقاعدة السابقة في رقم " 8 " وتدغم الياءان معاً لتصير : عُصِيّ ، ثم تقلب الضمة إلى كسرة لصعوبة الانتقال من الضم إلى الكسر ، فتصير : عِصيّ .
ومثلها : دلو وجمعها : دِليّ ، والأصل : دُلُووٌ .

سابعاً : قلب الياء واواً :
تقلب الياء واواً ، أو تبدل الواو من الياء في الحالات الأربع التالية :
1 ـ إذا وقعت الياء ساكنة بعد ضمة غير مشددة في كلمة لا تدل على الجمع .
مثل : أيقن ، وأيقظ ، والمضارع : يُيْقن ، ويُيْقظ .
اسم الفاعل منها : مًيْقن ، ومُيْقظ .
قلبت الياء في المضارع واسم الفاعل واواً لمجيئها ساكنة بعد ضم .
فصارت : يُوْقَن ، ويُوْقِظ ، ومُوقِن ، ومُوقِظ .
2 ـ إذا وقعت الياء لاماً لفعل ثم أخذنا من الفعل صيغة مراد بها التعجب على وزن " فَعُلَ "
مثل : نهى ، وسعى ، وسرى ، فأصل الألف ياء .
فإذا صغنا منها ما يفيد التعجب على وزن " فَعُلَ " قلنا : نَهُوَ بمعنى ما أنهاه ، وسَعُوَ بمعنى ما أسعاه ، وسَرُوَ بمعنى ما أسراه .
3 ـ إذا وقعت الياء عيناً لاسم على وزن " فُعْلى " .
مثل : طُوبى ، وكُوسى ، والأصل : طُيْبَى ، وكُيْسَى ، وفعلاهما : طاب يطيب ، وكاس يكوس .
وطوبى إما اسم للجنة أو اسم تفضيل مؤنث أطيب ، وكوسى مؤنث أكوس .
4 ـ إذا وقعت الياء لاسم على وزن " فَعْلَى " .
مثل : فَتْوى ، وتَقْوى ، وأصلهما : فَتْيا ، وتَقْيا .

2 ـ الإبـدال
تعريفـه : هو جعل حرف مكان حرف آخر لتسهيل النطق .
ويختص بإبدال الأحرف الصحيحة من بعضها البعض ، أو بإبدالها من أحرف العلة . ولا يقع الإبدال إلا في أحرف معلومة ، حصرها الصرفيون في تسعة أحرف وجمعوها في قولهم " هدأت موطيا " . وهي على النحو التالي :

1 ـ إبدال الواو والياء تاء :
إذا وقعت الواو أو الياء فاء لفعل على وزن " افتعل " ومشتقاته ، بشرط ألا يكون أصلهما همزة ، أبدلت تاء ثم أدغمت في تاء الافتعال .
مثل : وقد ، ووصف تقول : اتّقد ، اتّصف .
والأصل : اوتقد ، اوتصف .
والفعل المضارع نقول : يتقد ، ويتصف ، والأمر : اتقد واتصف .
ومشتقاته كاسم الفاعل : مُتَّقِد ، ومُتَّصِف ، والأصل : مُوتقد ، مُوتصِف .
واسم المفعول : مُتّقَد ، ومُتَّصَف ، والأصل : مُوتقَد ومُوتصَف .
والمصدر : اتقاد واتصاف ، والأصل : أو تقاد ، أو تصاف .
ومثال الفعل اليائي : يسر ، تقول : اتسر ، والأصل : ايتسر .
وقس بقية المشتقات كما في الفعل السابق .

2 ـ إبدال تاء الافتعال دالاً :
إذا وقعت فاء الفعل الثلاثي دالاً أو ذالاً أو زاياً أبدلت تاء " افتعل " دالاً .
مثل : دثر ، ودحر تقول : ادّثر ، ادّحر .
والأصل : ادْتَثر ، ادْتَحر . فتقلب الثاء دالاً ، ثم يدغم المثلين .
ومثال الذال : ذكر تقول : اذّكر .
والأصل : اذتكر . فتقلب التاء دالاً فتصير : اذدكر .
ويجوز في مثل " اذدكر " أن تقلب الذال دالاً أو تقلب الدال ذالاً ، فتقول : ادّكر أو اذّكر .
ومثال الزاي : زجر ، تقول : ازدجر ، والأصل : ازتجر .
وما ينطبق على الماضي ينطبق على المضارع والأمر والمشتق كالمصدر واسم الفاعل والمفعول .

3 ـ قلب تاء الافتعال طاء :
إذ وقعت فاء الفعل الثلاثي حرفاً من حروف الأطباق وهي :
" الصاد ، الضاد ، الطاء ، الظاء " أبدلت تاء " افتعل " طاء .
مثل : ضرب ، تقول : اضطرب ، والأصل : اضترب .
طرد ، تقول : اطّرد ، والأصل : اطترد ، اططرد .
صلح ، تقول : اصطلح ، والأصل : اصتلح .
طلع ، تقول : اطّلع ، والأصل : اطتلع ، اططلع .
وما ينطبق على الماضي ينطبق على المضارع والأمر والمصدر والمشتقات فتقول : يضطرب ، اضطرب ، اضطراب ، مُضطرب ، ضطرب .
4 ـ إذا وقعت النون الساكنة قبل الميم أو الباء أبدلت ميماً .
مثل : امّحى والأصل : انمحى .
امبعث والأصل : انبعث .
5 ـ ما كان من الأفعال على وزن تفاعل أو تفعل أو تفعلل ، وكانت فاؤه ثاءً أو دالاً أو زاياً أو صاداً أو ضاداً أو طاء ، بحيث تجتمع التاء وهذه الأحرف جاز إبدال التاء حرفاً من جنس ما بعدها مع إدغام المثلين .
مثل : اثاقل ، والأصل : تثاقل . ومثل : ادَّثر ، والأصل : تدثر .
ومثل : اذكر ، والأصل : تذكر . ومثل : ازّين ، والأصل : تزين .
ومثل : اصّبر ، والأصل : تصبّر . ومثل : اضّرع ، والأصل : تضرّع .
ومثل : اطّرب ، والأصل : تطرّب . ومثل : اظّلم ، والأصل : تظلّم .
6 ـ أبدلت " الميم " في كلمة " فم " من الواو ، لأن أصلها : فو ، وجمعها : أفواه .

ثالثاً : الوقـف

تعريفـه : هو قطع النطق عند آخر الكلمة اختياراً .
وللوقف قواعد كثيرة أشهرها كالآتي :

1 ـ الوقف على الاسم الساكن :
إذا كانت الكلمة الآخر وقفت عليها بسكونها ، ويعرف أيضاً بالوقف على غير المنون ، وذلك كالأسماء المعرفة بأل ، أو الممنونة من الصرف ، أو الأفعال بأنواعها الصحية والمعتلة .
مثل : جاء الرجلْ ، محمد قرأْ ، لن أسافرْ .
مررت بيوسفْ . الطفل لن يحبوْ . اللاعب لن يجريْ .

2 ـ الوقف على الاسم المنون :
إذا كان الاسم المنون مرفوعاً أو مجروراً حذفنا التنوين ، ووقفنا على الحرف الأخير بالسكون ، فإذا كان منصوباً أبدلنا تنوينه ألفاً .
مثل : حضر محمدْ . سافر سعيدْ .
مررت بعليْ . سلمت على رجلْ . ومثل : رأيت سعيداً .

3 ـ الوقف على الاسم المقصور :
إذا كان الاسم مقصوراً نقف عليه بالألف سواء أكان معرفاً بأل أو منوناً .
مثل : جاء الفتىْ . رأيت الفتىْ . اتكأت على العصاْ .
حضر فتىْ . صافحت هدىْ . مررت بفتىْ .

4 ـ الوقف على الاسم المنقوص :
إذا كان المنقوص مرفوعاً أو مجروراً حذفنا الياء .
مثل : هذا قاضْ . وسلمت على قاضْ .
فإذا كان منصوباً أثبتنا ياؤه ، وأبدلنا التنوين ألفاً .
مثل : رأيت قاضياً .
وإن كان المنقوص معرفاً بأل فالأصح إثبات الياء وتسكينها .
مثل : جاء القاضيْ . رأيت المحاميْ . مررت بالهاديْ .
ويجوز حذف الياء كما في قوله تعالى : { وهو الكبير المتعال } 9 الرعد .

5 ـ الوقف على تاء التأنيث :
أ – إذا كانت تاء التأنيث في آخر الاسم ، يكون الوقف عليها بإبدالها هاء .
مثل : حضرت فاطمةْ . كافأت المعلمة الفائزةْ . مررت بعائشةْ .
ب – إذا كانت تاء التأنيث في آخر الاسم وقبلها حرف صحيح ساكن يكون الوقف عليها بالتاء المفتوحة الساكنة .
مثل : هذه بنتْ . ومررت بأختْ .
ج – ونقف على جمع المؤنث السالم بتسكين التاء .
مثل : جاءت الطالباتْ . وصافحت المعلماتْ . وأثنيت على الفائزاتْ .
د – إذا كانت تاء التأنيث في آخر الفعل ، يكون الوقف عليها بتسكينها .
مثل : المجتهدة فازتْ . هند وصلتْ .

فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ أجاز العرب الوقف على تاء التأنيث المربوطة في آخر الاسم ، وذلك ببسطها وتسكينها .
مثل : هذه شجرتْ . وأديت الصلاتْ .
ومن الشواهد على ذلك قول الشاعر : " وكادت الحرة أن تدعى أمتْ " .
2 ـ كما ورد جواز الوقف على تاء جمع المؤنث السالم بقلبها هاء ساكنة .
مثل قولهم : " دَفْنُ البناةْ من المكرماةْ " . يعني دفن البنات من المكرمات .

6 ـ الوقف على هاء الضمير :
أ – إذا كان الضمير عائداً على مفرد مذكر ، يكون الوقف على الهاء بالسكون .
مثل : أعطيتهْ . التقيت بهْ .
ب – وإذا كان الضمير عائداً على مفرد مؤنث ، يكون الوقف عليه بالألف .
مثل : كافأتها . مررت بها .

7 ـ الوقف على نون التوكيد الساكنة :
إذا وقفت على نون التوكيد الساكنة ، أبدلتها ألفاً غير منونة .
كقول الشاعر :
" ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا " . الأصل : فاعبدَنْ .

8 ـ الوقف بهاء السكت :
أ – إذا كان الفعل المعتل الآخر مجزوماً أو مبنياً للأمر ، يجوز عند الوقف عليه أن تلحقه هاء ساكنة تعرف بهاء السكت .
مثل : لم يخشَهْ . لم يرجُهْ . لم يجرِهْ .
اخشَهْ . ارجُهْ . اجرِه .
أما إذا لم يبق من الفعل غير حرف واحد وجب إلحاق الهاء به .
مثل : لم يقهْ . لم يعهْ . لم يفهْ . من الأفعال : وقى . وعى . وفى .
والأمر : قهْ . عهْ . فهْ .
ب – إذا وقف على " ما " الاستفهامية المجرورة بالإضافة حُذفت ألفها ، ووجب إلحاق هاء السكت بها .
مثل : قول مهْ . وخوف مهْ .
أما إذا جرت بالحرف تحذف ألفها ويجوز إلحاق هاء السكت بها .
مثل : بِمَ أو بمهْ . لِمَ أو لمهْ .
ج – كما يمكن الوقف بهاء السكت على كل متحرك ، وكانت حركة بنائه أصلية .
مثل : ماليهْ ، كتابيهْ ، سلطانيهْ .
ومنه قوله تعالى : { هاؤم اقرأوا كتابيهْ } 19 الحاقة .
وقوله تعالى : { هلك عني سلطانيهْ } 29 الحاقة .

المرأة بين الجاهليتين


المرأة بين جاهليتين
مقدمة :
هناك نوعان من الضغوط تواجه الإنسان عبر حياتهنوع يأتيه من مجتمعه ، والآخر يصب عليه من تاريخهوإن فقد الإنسان استقلاله أمام هذين الضاغطين ، فإنه لا محالة سيفقد إنسانيته أي تنعدم في حياته الصفة التي كرَّمه الله بها على كثير مما خلق ، وما قيمة الإنسان بلا استقلال ، وبلا إحساس بشخصيته .والمرأة إنسان كرَّمها الله سبحانه وتعالى بهذه الصفة وهي أيضاً واجهت تلك الضغوط بنوعيهاولكن بشكل أكبر ، فلقد عانت من ضغط المجتمع بكل صُوَرِه ، وعانت من ضغط التاريخ قديماً وحديثاً .المرأة في حركة التاريخ :إن حركة المرأة في التاريخ حركة بطيئة جداً ، بسبب الظروف الفكرية ، والاجتماعية ، والسياسية ، والاقتصاديةولذلك سقطت المرأة في براثن تَخَلُّفٍ وجَهل المجتمعات لمكانة المرأة ، وموقعها .وبذلك بقيت المرأة عبر تاريخها تقوم من جاهلية وتقع في جاهلية أخرى ، وسنتحدث في السطور القليلة القادمة عن هاتين الجاهليتين .الجاهلية الأولى :لقد كان النظام الجاهلي إلى حَدٍّ ما يقسو على المرأة ، وقد ظُلِمَت المرأة بالتقييم والحقوق .أما ما لاقته من الاحتقار والازدراء عندهم فحدِّثْ ولا حرج ، ولاقَتْ من انحطاط الشأن ، وإهانة الكرامة ، وخدش العزةوكانت تعيش في المجتمع الجاهلي أوقات يشوبها الخوف ، وعدم الطمأنينة ، وذلك لعدة أسباب ، أهمها :
الأول :
السبي : إن الحروب المستمرة بين القبائل على عهد الجاهلية الأولى كانت تبيح الاسترقاق والسبيوكان يعتبر أحد الأهداف الهامَّة في الحرب ، من أجل كسر شوكة القبيلة المُضَادَّة ، وبذلك تصبح المرأة سلعة تباع وتشترى .
الثاني :
وَأْد البنات : وهنا يرفض المجتمع والعائلة البنت والفتاة ، ويُحكَم عليها بالموت ، لا لسبَبٍ إلا لأنها فتاةولأن وجودها عَبَث وعَار وذُل ، حسب تصوراتهم ومعتقداتهم المريضةوذلك بسبب الخوف من السبي ، وبسبب الفقر والحاجة .
الثالث :
الزواج : من الأمور التي حَطَّت من شأن المرأة في المجتمع الجاهلي هي أنواع الزيجات المتَّبَعة التي تجعل المرأة لعبة بيد الرجل دون مراعاة حقوقها ،
وأمثلة ذلك :1 - نكاح البدل .
2 - نكاح الذوَّاق .
3 - نكاح الرهط .
4 - نكاح الخدن .
الرابع :
التخلف الثقافي :
والسبب الأخير هو التخلف العقائدي والفكري ، ولذلك وقعت المرأة في حفرة الجاهلية الأولىوبذلك كَابَدَت وَيلات وظلامات جعلتها تتخبط في دياجير التخلف ، والتقهقر ، والتراجع ، في ميادين العمل والعطاءوهذه النظرة مستمرة ، وسائِدَة ، مما جعل المرأة تسقط في جاهلية من نوع آخر .وهناك أسباب أخرى مثل : حرمانها من الميراث ، بل أحياناً تُعتَبَر جزءاً منه وغيرها من الأسباب التي سَبَّبَتْ إهمال المرأة ، ووقوع الظلم عليها وقد خضعت المرأة لهذه الضغوط بِسَبب غياب القانون الذي يضمن للمرأة حقوقها ، ويرسم لها منهجاً قويماً وكذلك بسبب غياب الحرِّيَّة العامة التي تتدخل في مجالات الحياة .

الموجز في قواعد اللغة العربية المؤلف سعيد الأفغاني


الموجز في قواعد اللغة العربية المؤلف سعيد الأفغاني تعريف بالكتاب كتاب جامع يضم بحوثاً في قواعد اللغة العربية على ما قررها منهاج الجامعة اللبنانية، وفي كل بحث من بحوث الكتاب ما يجب على كل طالب معرفته من قواعد اللغة العربية ولكل بحث ملحق خاص بالشواهد المناسبة منسوبة إلى قائليها، ويشتمل الكتاب على بحوث في الأفعال والأسماء، وبحوث صرفية وبحوث عامة.يبين المؤلف نهجه في مقدمة الكتاب فيقول: ((جريت في تفصيل مواد الكتاب على خطة غير بعيدة فعنيت بالشواهد وانتقيتها بليغة من عيون كلام العرب في عصر السلامة، تنمية لملكة الدارس وتوسيعاً لآفاقه في إدراك أحوال أمته، لكون هذه الشواهد مصورة أحوال مجتمعات أصحابها أصدق تصوير، تصويراً لا نجده - بهذه الدقة والصفاء - حتى في كتب التاريخ نفسها، وهي متى استوعبت أعْوَد على الملكات من كثير من القواعد المحفوظة والتعليلات المكلفة. وجنبت الدارس الأقوال المرجوحة والمذاهب الضعيفة، مختاراً ما ثبتت صحته على الامتحان.))ويتميز الكتاب في عمومه بما يتناسب مع مناهج الجامعات في مختلف الأقطار العربية وبإيجازه وتكثيفه وسهولة أسلوبه وجاء في 371 صفحة.يسمح بنسخ وتوزيع هذا الكتاب لأغراض غير تجاريةبناءً على موافقة ورثة المؤلف رحمه الله وجزاهم الله خيراًتعريف بالمؤلف سعيد الأفغانيسعيد بن محمد بن أحمد الأفغاني الأصلولد عام (1327) للهجرة الموافق 1909م، نحوي بحاثة. ولد بدمشق لوالد جاء من كشمير وتزوج دمشقية، نشأ يتيم الأم، وتعلم في بعض مدارس بلدته، وحضر حلقات علمائها، وتردد على مجالس القراء، وانتسب لمدرسة الأدب العليا (نواة كلية الآداب) بدمشق، وتخرج بها، فعين في سلك التعليم، فخدم عشرين سنة، ثم انتدب للتدريس بالمعهد العالي للمعلمين فكلية الآداب عشرين سنة أخرى، ويُعد من بُناتها، وتولى خلال ذلك عمادة الكلية المذكورة ورئاسة قسم اللغة العربية فيها. وانتخب عضواً في مجمعي القاهرة وبغداد. ولما أحيل على التقاعد درّس في جامعات لبنان وليبيا والسعودية والأردن، ثم عاد إلى دمشق مكباً على المطالعة والكتابة حتى آخر عمره. اشتهر بين أساتذة الجامعة شهرة كبيرة، وعرف بحزمه وشدته على الطلاب، والجرأة في قول الحق، والاعتداد بالنفس والاستقامة والعفة والوفاء والصراحة إلى حد يتجاوز المجاملة، وكان له أثره العلمي في الطلاب الذين خرجهم وتسلموا التدريس في ثانويات سورية وغيرها، وكان مهاباً محبوباً في وقت واحد، صاحب نكتة مُرّة. من مؤلفاته:ـ معاوية في الأساطيرـ نظرات في اللغة عند ابن حزمـ الموجز في قواعد اللغة العربية وشواهدهاـ حاضر اللغة العربية في الشام والقاهرةـ أسواق العرب في الجاهلية والإسلامـ في أصول النحوـ الإسلام والمرأةـ من تاريخ النحوـ ابن حزم ورسالة المفاضلة بين الصحابةـ عائشة والسياسةـ مذكرات في قواعد اللغة العربيةومن كتبه التي حققها:ـ الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ((للزركشي))ـ المفاضلة بين الصحابة ((للزركشي))ـ الإغراب في جدل الإعراب ((للرماني))ـ لمع الأدلة ((للأنباري))ـ تاريخ داريا ((للخولاني))ـ سير أعلام النبلاء ((للذهبي جزآن، أحدهما بترجمة عائشة رضي اللّه عنها، والآخر بترجمة ابن حزم))ـ إبطال القياس والرأي والاستحسان ((لابن حزم))ـ الإفصاح في شرح أبيات مشكلة الإعراب (( للفارقي))ـ الحجة في القراءات السبع ((لابن زنجلة))وله تقرير عن أغلاط المنجد، وراجع كتاب مغني اللبيب ((لابن هشام))توفي عام 1417 للهجرة الموافق 1997 للميلاد في مكة المكرمة ودفن بها رحمه الله تعالى.مصادر دراسة الأستاذ سعيد الأفغاني--------------------------------------------------------------------------------ملاحظة: هذه النبذة عن المؤلف مستقاة من كتاب (إتمام الأعلام) للدكتور نزار أباظة والأستاذ محمد رياض المالح ولمزيد من المعلومات عن المؤلف يمكن الرجوع إلى كتاب (سعيد الأفغاني - حامل لواء العربية وأستاذ أساتذتها) من تأليف الدكتور مازن المبارك.الموجز في قواعد اللغة العربية المؤلف سعيد الأفغانيمقدمةإن عشرين سنة قضيتها أُشرف على المناهج وتطبيقها في علوم اللغة العربية إذ كنت أشغل كرسيها في جامعة دمشق مع قيامي فيها بتدريس النحو والصرف، ثم انتدبت لتدريس هاتين المادتين في الجامعة اللبنانية وجامعة بيروت العربية، وكنت خلال ذلك على اتصال بمناهج هذه المادة في الجامعات المصرية والعراقية ومستوى خريجيها.. إن كل ذلك جعلني موقناً بأمرين:1- لم يعد يقبل في هذا العصر عرض القواعد ف الجامعات دون مناقشة ما تستند إليه من شواهد، لأن الشواهد روح تلك القواعد، تضفي عليها حياة ومتعة وأصالة؛ وعلى هذه المادة في الجامعات أن تكون ثقافة شواهد أكثر مما هي ثقافة قواعد.2- لم ينجح وضع المصادر القديمة التي ألفت لغير هذا الزمان في أيدي الطلاب أول ما يستقبلون تحصيلهم الجامعي، فلا (شرح شذور الذهب)، ولا (شرح ابن عقيل على الألفية) ولا أمثالهما قامت بما تُوخُيِّ منها، إذ كانت جميعاً إحدى حلقات سلسلة كان يتدرج فيها طالب العلم قبل مئات السنين. أما اليوم فيدرس الطالب الثانوي مادة القواعد العربية في كتب حديثة خفيفة يراعى فيها تسلسل مخالف للتسلسل القديم، وأساليب حديثة متطورة لم يعهدها الناس من قبل.لذلك اضطررنا - بعد تدريسنا في هذه الكتب بعض الوقت - أن نرفعها من أيدي طلابنا في السنة الجامعية الأولى على الأقل، وأن ننخل مادتها ونفرغها في أسلوب حديث سهل منسق بحيث يستوعب الطالب مادة العلم ويتذوقها بعد أن كان يشقى باشتغاله بحل عبارة المؤلف عن هضم المادة نفسها؛ حتى إذا ملك هذه المادة في السنة الأولى أو في السنتين الأوليين، وضعنا بين يديه ما شئنا من كتب القدماء في السنتين الثالثة والرابعة وقد اشتد عوده، وأحاط علمه بأكثر محتوياتها.* * *كنت على أن أسلك مع طلابي في لبنان خطة حمدت أثرها في جامعة دمشق: أجعل بحوث المنهاج شركةً بيني وبين الطلاب، أُلقي عليهم بعضها على نسق مختار ويحضّرون هم عليه بقية المنهاج في مستوىً وسط بين مواد كتابين: (قواعد اللغة العربية لحفني ناصف) و(جامع الدروس العربية للغلاييني) مع عناية بالشواهد ليست في الكتابين، فيكتسبون بذلك مهارة في التمييز بين الخطوط العريضة الأساسية لبحث ما وخطوطه الثانوية فيستغنوا عن تفاصيل وتفريعات لا يضرهم تأخير العناية بالصحيح منها إلى مرحلة قادمة؛ لكني فوجئت بواقع يختلف كل الاختلاف عما قدّرت لأن أكثر الطلاب في لبنان إما موظفون وإما منتسبون لا يستطيعون حضور المحاضرات لتفرقهم في بلدان شتى، يتعذر عليهم البحث في مصادر متنوعة واستخلاص زبدة منها تفصّل على الخطة المرسومة مما جعل طبع كتاب ملائم لهم أمراً لا مندوحة عنه.جريت في تفصيل مواد الكتاب على خطة غير بعيدة فعنيت بالشواهد وانتقيتها بليغة من عيون كلام العرب في عصر السلامة، تنمية لملكة الدارس وتوسيعاً لآفاقه في إدراك أحوال أمته، لكون هذه الشواهد مصورة أحوال مجتمعات أصحابها أصدق تصوير، تصويراً لا نجده - بهذه الدقة والصفاء - حتى في كتب التاريخ نفسها، وهي متى استوعبت أعْوَد على الملكات من كثير من القواعد المحفوظة والتعليلات المكلفة. وجنبت الدارس الأقوال المرجوحة والمذاهب الضعيفة، مختاراً ما ثبتت صحته على الامتحان.ثم رأيت - لطبعتنا الأخيرة هذه - الجمع بين مناهج الجامعات في الأقطار العربية مع إضافة مباحث ناقصة لم ينص عليها المنهاج اللبناني مثلاً مع ضرورتها، مراعاة لمناهج بقية الجامعات العربية، وليكون بيد المتعلم مرجع متكامل في القواعد العربية (نحوها وصرفها وإملائها) فلا يفقد فيه شيئاً ذا بال.أسأل الله أن ينفع بما أقدم من جهد، وأن يجعلنا جميعاً من سدنة هذه اللغة الكريمة، وأهلاً للتشرف بخدمتها وهو حسبنا ونعم الوكيل.6ذي القعـــدة 1390هـ2 كانون الثاني 1971مسعيد الأفغاني_________________________________________حول الشواهد وقواعد الاحتجاج بهاأ1- ليست القواعد إلا قوانين مستنبطة من طائفة من كلام العرب الذين لم تفسد سلائقهم.2- أعلى الكلام العربي من حيث صحة الاحتجاج به:القرآن الكريم بجميع قراءاته الصحيحة السند إلى العرب المحتج بهم. ثم ما صح أنه كلام الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه أو أحد الرواة من الصحابة. ثم نثر العرب وشعرها في جاهليتها بشرط الاطمئنان إلى أنهم قالوه باللفظ المروي، ويلي ذلك كلام الإسلاميين الذين لم يشوه لغتهم الاختلاط.3- جعلوا منتصف المئة الثانية للهجرة حداً للذين يصح الاستشهاد بشعرهم من الحضريين؛ فإبراهيم بن هرمة المتوفى سنة (150هـ) آخر من يصح الاستشهاد بشعرهم، وبشار بن برد أول الشعراء المحدثين الذين لا يحتج بشعرهم على متن اللغة وقواعدها. وعلى هذا يؤتى بشعر المتأخرين من فحول الشعراء للاستئناس والتمثيل لا للاحتجاج.أما في البادية فقد امتد الاستشهاد بكلام العرب المنقطعين فيها حتى منتصف المئة الرابعة للهجرة.ب4- لا يحتج بكلام مجهول القائل:زعم بعض النحاة أنه يجوز اجتماع (كي) و(أن) على فعل واحد، واحتجوا لذلك بقول القائل:فتتركها شَنّاً ببيداءَ بلقعِ أردت لكيما أن تطير بقربتي وزعم آخر أن لام التوكيد تدخل في خبر (لكن) كما تدخل في خبر (إن) واستشهد لزعمه بقوله القائل:ولكنني من حبها لعميد وكلا القولين ساقط لا يبنى عليه قاعدة، فالشاهد الأول مجهول القائل، والشاهد الثاني لا يعرف له أول ولا قائل. وما بني عليهما ساقط.5- لا يحتج بما له روايتان إحداهما مؤيدة لقاعدة تُزْعم، والثانية لا علاقة لها بها، لاحتمال أن الشاعر قال الثانية، والدليل متى تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال:ادعى بعضهم أن (الأرض) تذكر وتؤنث، واستشهد للتذكير بقول عامر بن جُوَيْن الطائي في إحدى الروايتين:ولا أرض أبقَلَ إبقالها فلا مُزنةٌ ودقتْ ودْقَها والرواية الثانية: ولا أرض أبقلتِ إبقالَهافإن لم يكن لتذكير (الأرض) غير هذا الشاهد فلا يحتج به، لأن الأكثر أن الشاعر قال (أبقلت) اللغة المشهورة المجمع عليها.6- ترد الشواهد في كتب النحاة محرفة أحياناً، ويكون موضع التحريف هو موضع الاستشهاد على قاعدة تُزْعَم: ولو حرر الشاهد ما كان للقاعدة مؤيد:عرفت أن الشاهد على اجتماع (كي) و(أن) مجهول القائل وبذلك حبطت القاعدة، لكن بعضهم احتج بقول جميل العذري وهو ممن يحتج به:لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا فقالت أكلَّ الناس أصبحت مانحاً وبرجوعنا إلى الديوان نطلع على الرواية الصحيحة وهي:.. لسانك هذا كي تغرّ وتخدعا .............................. فالرواية التي احتجوا بها محرفة في موضع الاستشهاد نفسه، وإذاً لا صحة للقاعدة المزعومة، فالواجب تحرير الشاهد والتوثق من ضبطه في مظانة السليمة قبل البناء عليه.7- كما يفيد جداً الرجوع إلى الشاهد في ديوان صاحبه إن كان شعراً، يفيد الرجوع إلى مصادره الأولى إن كان نثراً لمعرفة ما قبله وما بعده، فكثيراً ما يكون الشاهد الأبتر داعية الخطأ في المعنى والمبنى:زعم بعضهم جواز مطابقة الفعل المتقدم لفاعله المتأخر في الإفراد والثنية والجمع فأجاز قول (جاؤوا الطلابُ) واحتج بحديث في موطأ مالك:((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة في النهار..))ولا غبار على الاحتجاج بالحديث البتة، ولكننا حين رجعنا إلى موطأ مالك وجدنا للحديث أولاً وهو:((إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم: ملائكة في الليل وملائكة في النهار..)) وإذاً لا شاهد صحيحاً على قاعدتهم المزعومة.8- ينبغي التفريق بين ما يرتكب للضرورة الشعرية وما يؤتى به على السعة والاختيار، فإذا اطمأنت النفس إلى بناء القواعد على الصنف الثاني ففي جعل الضرورة الشعرية قانوناً عاماً للكلام نثره ونظمه الخطأ كل الخطأ:ادعى بعضهم جواز الرفع: بـ(لم) مستشهداً بقول قيس بن زهير:بما لاقت لبون بني زياد ألم يأتيك والأنباء تنمي فإذا فرضنا أن الشاعر قال (يأتيك) ولم يقل مثلاً (يبلغْك)، يكون قد ارتكب ضرورة شعرية قبيحة، ولا يجوز البتة أن تبنى قاعدة على الضرورات.9- المعوّل في امتحان أوجه الإعراب والترجيح بين أقوال النحاة على المعنى قبل كل شيء، فهو الذي يجب أن يكون الحكم في كل مناقشة.وموازنة وترجيح، وإذا دار الأمر بين مقتضيات المعنى ومقتضيات الصناعة النحوية التزمت الأولى دون الثانية.في تعليق إذا والظروف الشرطية قولان: قول الجمهور أن تعلق بفعل الشرط، وقول غيرهم بتعليقها بجواب الشرط؛ (إذا حضرت أكرمك) فالجمهور يجعل الظرف متعلقاً بـ(حضرت) وغيرهم يعلقه بـ(أكرم)، والمعنى ينص على أن الإكرام يقع عند الحضور، لا أن الحضور يقع عند الإكرام، وإذاً فقول الجمهور لا يؤيده المعنى، والصحيح تعليقه بجواب الشرط.10- يفضل في كل مقام فيه إعرابان، الإعراب الذي لا يجنح إلى تقدير محذوف: في جملة المدح (نعم الرجلُ خالدٌ) يجعل البصريون (خالد) خبراً لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره (هو) أو (الممدوح) فيكون التركيب جملتين، جملة نعم الرجل، وجملة هو خالد.أما الكوفيون فيجعلون (خالد) مبتدأ مؤخر وجملة (نعم الرجل) خبراً مقدماً من غير تقدير محذوف. وهذا القول صواب لإغنائنا عن تقدير محذوف أولاً ولأن العرب تقول (خالد نعم الرجل) ثانياً.11- إذا ألجأت أحكام الصناعة إلى تقدير محذوف، قُبل هذا التقدير بشرطين:1- ألا يلجئ إلى إخلال بالمعنى.2- وأن يسوغ التلفظ به دون ركة أو خروج عن الأسلوب العربي المشهور:يجعلون لهمزة الاستفهام تمام الصدارة حتى على حروف العطف، فلا نقول: وأذهبت؟ كما نقول (وهل ذهبت؟)، وإنما نقول (أو ذهبت؟) لكن الزمخشري زعم في مثل قوله تعالى:{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أن الفاء العاطفة في صدر جملتها وأن الهمزة داخلة على جملة محذوفة وأن التقدير: أقعدوا فلم يسيرواوالطبع السليم يجد ركة في هذا التقدير وبعداً عن البلاغة، ووجوب إهمال هذا المذهب لسخفه.هذه أهم الأمور التي سنصدر عنها في دراساتنا ونقدنا للشواهد وما بني عليها من قواعدوعلى الدارس اتخاذ مذكرة خاصة به يلخص فيها ما نعلق به على كل شاهد من حيث ضبطه، ومعناه، وموضع الاستشهاد فيه، والقاعدة المتعلقة به، وقيمته في الاحتجاج على هدي الملاحظات السابقة.وهو - في هذه الحالة - غير معفى من بذل الجهد والدراسة الشخصية وإعمال الفكر، ولن يجتمع التواكل والدراسة الصحيحة بحال.--------------------------------------------------------------------------------أسقط بعض العلماء الاستشهاد بشعر عدي بن زيد العبادي مع أنه جاهلي لكثرة مخالطته الفرس، بل إن بعضهم لا يحتج بشعر الأعشى نفسه لذلك.مغني اللبيب 1/199، 114 طبعة دار الفكر - بيروت.الإنصاف في مسائل الخلافمغني اللبيب 1/8يجد الدارس في كثير من مباحث هذا الكتاب أن الشواهد صُنفت صنفين؛ فشواهد الصنف (أ) مستوفية شروط الاستشهاد، وشواهد الصنف (ب) لا يحتج بها. وعلى الدارس معرفة السبب انطلاقاً مما تقدم.-------------------------------------------------------------------------------مباحث الأفعالالجامد والمتصرفأنواع الجامد - أنواع المتصرف - اشتقاق المضارع - اشتقاق الأمرأكثر الأفعال له ثلاث صيغ: الماضي والمضارع والأمر مثل: كتب وقرأ وعلم إلخ. فهذه أفعال متصرفة تامة التصرف نقول منها: كتب يكتُبُ، اكتُبْ.. إلخ، ومنها ما لا يأْتي منه إلا صيغتان: الماضي والمضارع فقط، كأَفعال الاستمرار: ما زال ما يزال، وما برح وما يبرح وأَخواتهما: انفك، فتىءَ، و(كاد) و(أَوشك) من أفعال المقاربة. وليس من هذه الأَفعال صيغة للأَمر، فهي ناقصة التصرف.ومنها ما يلازم صيغة واحدة لم يأْت منه غيرها فهذا هو الفعل الجامد، فإما أَن يلازم صيغة المضيِّ مثل: ليس، عسى، نعم، بئس، ما دام الناقصة، و(كرب) من أفعال المقاربة، وأَفعال الشروع، وحبذا، وصيغتي التعجب وأَفعال المدح والذم الآتي بيانها في بحثٍ تالٍ، وإِما أَن يلازم صيغة الأَمر مثل: هب بمعنى (احسِب) وتعلَّمْ بمعنى (إِعلم) فليس لهما بهذا المعنى مضارع ولا ماض.ومعنى الجمود في الفعل عدا ملازمته الصيغة الواحدة: عدم دلالته على زمن، لأَنه هنا يدل على معنى عام يعبر عن مثله بالحروف، فالمدح والذم والنفي والتعجب، معانٍ عامة كالتمني والترجي والنداء التي يعبِّر عنها عادة بالحروف، ولزوم الفعل حالة واحدة جعله في جموده هذا أشبه بالحروف، ولذا كان قولك: (عسى الله أن يفرج عنا) مشبهاً (لعل الله يفرج عنا). ولا يشبه الفعل الجامد الأَفعال إلا بدلالته على معنى مستقل واتصال الضمائر به، فتقول: ليس وليسا ولستم، وليست ولستُ كما تقول عسيتم وعسى وعسيتنَّ إلخ.ومن النحاة من يلحق بالأَفعال الجامدة (قلَّ) و(كثُر) و(شدّ) و(طال)، و(قَصُر) في مثل قولنا (قلَّما يغضب أَخوك وطالما نصحته، وشدَّ ما تعجبني الكلمة في موضعها، وطالما تغاضيت) والحق أَنها أفعال متصرفة وأَن (ما) فيهن: مصدرية، وفاعلها المصدر المؤول منها ومن الفعل بعدها، والتقدير في الجمل السابقة: (قلَّ غضبُ أَخيك وطال نصحي له.. إلخ) فلا داعي لعدها من الأَفعال الجامدة لا في المعنى ولا في الاستعمال.التصرفأولاً: يتصرف الفعل المضارع من الفعل الماضي بأَن:أَ- نزيد عليه أَحد أحرف المضارعة (الهمزة للمتكلم وحده، أَو النون للمتكلم مع غيره، أو الياء للغائب، أو التاءُ للمخاطبين أو الغائبة) مضموماً في الفعل الرباعي ومفتوحاً في غيره.ب- ثم ننظر في عدد حروفه على ما يلي:1- الثلاثي نسكن أَوله ونحرك ثانية بالحركة المسموعة فيه: ضمةً أَو فتحةً أَو كسرةً. فنقول مثلاً، يكتُب ويَفْتَحَ ويضرِب.2- الرباعي والخماسي والسداسي إن لم تكن تبتدئ بتاءٍ زائدة، نكسر ما قبل آخرها بعد حذف أَلف الوصل من الخماسي والسداسي وهمزة القطع الزائدة من الرباعي فنقول: يُدَحْرج، يَنطَلِق، يسْتَغْفِر، يُكَرِم.فإِن بدئت بتاءٍ زائدة بقيت على حالها: تشارَكَ يتشارك، تعلَّمَ يتعلَّمُ، تدحرج يتدحرج.ثانياً: يتصرف الأَمر من المضارع بإجراء الخطوات التالية:1- إِدخال الجازم على المضارع: لم يكْتبْ، لم يَرْم، لم يدَحرجْ، لم ينطلقوا، لم تستخرجي، رفيقاي لم يتشاركا.2- حذف حرف المضارعة.3- رد ألف الوصل وهمزة القطع اللتين كانتا حذفتا في الفعل المضارع فنقول: اكتبْ، دحْرجْ، انطلقوا، استخرجي، تشاركا يا رفيقيَّ.__________________________________________________ _____فعلا التعجبشروط اشتقاقهما - أحكام تتعلق بهما - إعرابهماإذا أَراد امرؤٌ أَن يعبر عن إعجابه بصفة لشيءٍ ما، اشتق من مصدر هذه الصفة إحدى هاتين الصيغتين:1- ما أَفْعَلَه 2- أَفْعِلْ بهفتقول متعجباً من حسن حظ رفيقك: ما أَحسن حظَّه، وأَحسنْ بحظه، فتأْتي بالتعجب منه منصوباً بعد الفعل الأَول ومجروراً بالباء الزائدة وجوباً بعد الفعل الثاني.1- شروط اشتقاقهما:لا يشتقان إلا مما توفرت فيه الشروط السبعة الآتية:أن يكون: 1- فعلاً ثلاثياً، 2- تاماً، 3- متصرفاً، 4- قابلاً للتفاوت (المفاضلة)، 5- مبنياً للمعلوم، 6- مثبتاً غير منفي، 7- صفته المشبهة على غير وزن أفعل. مثل ما أَصدق أَخاك.فإِن نقص في الكلمة شرط من هذه الشروط توصلت إلى التعجب بذكر مصدرها بعد صيغة تعجب مستوفية للشروط.فكلمة (إنسان) ليست فعلاً ثلاثياً، و(كان) فعل غير تام، و(الموت) غير قابل للتفاوت، و (هُزِمَ خصْمُك) مبني للمجهول، و (الخُضْرة) الصفة المشبهة منها على أَفعل، فإِن أَردت التعجب منها قلت مثلاً: ما أَلطف إِنسانيته، وما أَحلى كونَك راضياً، وما أَسرعَ موتَ المولود، وما أَشدَّ هزيمةَ خصمك، وما أَنضر خضرةَ الزرع، وهكذا.ومن الصيغة الثانية للتعجب تقول: أَلطِفْ بإِنسانيته، وأَحْلِ بكونك راضياً، وأَسرِعْ بموت المولود، وأَشدِدْ بهزيمة خصمك وأَنضِرْ بخضرة الزرع.أحكام1- لا يبدي الإِنسان إِعجابه بشيءٍ لا يعرفه، لذلك لابدّ في المتعجب منه أَن يكون معرفة مثل: ما أَكرم خالداً، أَو نكرة مختصة مثل: أَكرمْ برجلٍ ينفع الناس. فلا معنى للتعجب من نكرة.2- صيغتا التعجب فعلان جامدان فلا يتقدم عليهما معمولهما (أي المفعول به في الصيغة الأولى، والجار والمجرور في الصيغة الثانية)، فلا يقال (خالداً ما أَكرم)، ولا (بخالدٍ أَكرمْ) وجمودهما مانع أَيضاً أَن يفصل بين أجزائهما بفاصل.لكنهم تسامحوا في الفصل بينهما وبين معموليْهما بثلاثة أَشياء: بالجار والمجرور مثل (ما أَطيب - في الخير - مسعاك!، أَطيب - في الخير - بمسعاك!)، وبالظرف مثل (ما أَنبلَ - اليومَ - مسعاك!، أَنبِل - الليلة - بمسعاك!)، وبالنداءِ مثل (ما أَحسن - يا سليم - خطابَك!، وأَسرعْ - يا أَخي - بسير العدّاء!). وتزاد (كان) بين جزأي الصيغة الأولى مثل: (ما كان أَجملَ جوابَك!) فلا تحتاج إلى اسم ولا خبر.3- ولجمود هاتين الصيغتين تفارقان الأفعال المتصرفة في الإعلال، فإذا أَتينا بهما من فعل (جاد يجود) لا نعلّ العين بل نصححها فنقول: (ما أَجوَدَ جارَك!، وأَجوِدْ به!)، وتفارقانها في الإدغام فإذا أَتينا بهما من فعل (شدّ) المدغم وجب فك الإدغام في الصيغة الثانية مثل: (ما أَشدّ البردَ! وأَشدِدْ به!).4- يلزم الفعلان صورةً واحدةً على عكس الأَفعال المتصرفة، فتخاطب المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث بصيغة واحدة فتقول: (أَكرمْ يا هندُ بخُلق جارتِكِ! وأَكرمْ برفيقيْ أَخيك! وما أَحسنَ كلامكم أَيها الرفاق!.. إلخ).إعرابهما:1- معنى الصيغة الأُولى (ما أَجملَ خطَّك!): شيءٌ جعل خَطَّك جميلاً، ومعنى (ما أَبدع صنعَ الله): شيءٌ نسب الإِبداع إلى صنع الله، وعلى هذا يكون الإِعراب:ما: نكرة تامة بمعنى شيء، مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.أجمَلَ: فعل ماض جامد مبني على الفتح لا محل له من الإِعراب، وفاعله ضمير مستتر وجوباُ تقديره (هو) يعود على (ما).خطّك: (خطّ) مفعول به منصوب، الكاف مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.وجملة (أَجْمَلَ خطّك) في محل رفع خبر المبتدأ (ما).2- ومعنى الصيغة الثانية (أَكْرِمْ بخالدٍ) = كرُم خالدٌ، وعلى هذا يكون الإعراب:أكْرِمْ: فعل ماض جامد أتى على صورة الأمر، مبني على فتح مقدّر على آخره منع من ظهوره السكون العارض لمجيئه على صورة الأمر.بخالد: الباء حرف جر زائد وجوباً، (خالد) فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الآخر منع من ظهورها حركة حرف الجر الزائدوإن كان ما بعد الباء ضميراً مثل (أكرم به) قلنا: الهاء فاعل، ووضع ضمير الجر موضع ضمير الرفع لوجود حرف الجر الزائد.ملاحظة: في أفعال الحب والبغض، الفرق بين قولك (ما أحبني إلى خالد) وقولك (ما أحبني لخالد)، أن خالداً في الأولى هو المحِب، وفي الثانية هو المحبوب وأنت المحب.تذييل:سمع من العرب أفعال تعجب غير مستوفية الشروط، فيقتصر فيها على ما سمع ولا يقاس عليه، من ذلك:ما أرجله (من الرجولة ولا فعل لها)،ومن غير الثلاثي: ما أعطاه للدراهم وما أولاه للمعروف وما أتقاه الله، ما أملأ القربةَ (أي ما أكثر امتلاؤها)، ما أخصر كلامه من (اختصر).ومن المبني للمجهول: (ما أزهاه! وما أعناه بأمرك).ومما صفته المشبهة على (أفعل): (ما أحمقه وما أهوجَه! وما أرعنه!)الشواهد:وأَحْرِ - إِذا حالتْ - بأَن أَتحولا 1- أقيمُ بدارِ الحزم ما دام حزمهاأوس بن حجر2- لله در بني سُلَيم ما أَحسن - في الهيجاءِ - لقاءها ! وأكرمَ - في اللزبات (الشدائد) - عطاءَها، وأثبتَ - في المكرمات - بقاءَهاعمرو بن معد يكربحميداً، وإن يستغنِ يوماً فأَجدرِ 3- فذلك إِن يَلقَ المنية يَلقها عروة بن الورد4- {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا} [مريم: 19/38] ربيعةَ خيراً ما أَعفَّ وأَكرما 5- جزى الله عني - والجزاءُ بِكَفِّهنسب لعلي بن أبي طالبما كان أَكثرها لنا وأَقلَّها 6- منعتْ تحيتَها فقلت لصاحبي: عروة بن أذينة7- أَعززْ عليَّ - أَبا اليقظان - أن أَراك صريعاً مُجَدَّلاعليومُدْمِنِ القرع للأبواب أن يلجا 8- أَخلِقْ بذي الصبر أَن يحظى بحاجتهمن هؤليَّاء بين الضال والسَمُر 9- ياما أميْلِحَ غزلاناً شدنَّ لهالعرجي، وينسب لغيرهشدن الغزال: نما وقوي، الضال والسمر نوعان من الشجر.--------------------------------------------------------------------------------يجوز حذف المفعول إن دل عليه دليل، كما إذا سألتني: (كيف سليم.) فأجبتك: ((ما أحسنَ! وما أكرمَ!)) أي ما أحسنه! وما أكرمه!.جوز حذف هذا الجار والمجرور إن وجدا في جملة سابقة مماثلة: ((أنعِمْ بأخيك! وأكرمْ)) أي: وأكرمْ به!سمع التصغير في فعلين من أفعال التعجب هما (ما أملح) و(ما أحسن)، والتصغير خاص بالأسماء. وعللوا ذلك بشبه (ما أفعل) باسم التفضيل، وليس بشيء. إذ لو صح ذلك لاطرد في كل الأفعال ولم يقتصر فيه على السماع.__________________________________________________ __أفعال المدح والذم1- أفعال المسموعة وإعرابها 2- الأفعال المقيسةحين تعبر العرب عن المدح والذم تعبيراً لا يخلو من التعجب، تصوغ له أفعالاً منقولة عن بابها لأَداء هذا المعنى الجديد، على صيغ خاصة لا تتغير، ولذلك كانت هذه الأفعال كلها أفعالاً جامدة لا مضارع لها ولا أمر. وهي صنفان:أ- الصنف الأول: نعم وبئس وساء، وحبذا ولا حبَّذا.فأما نعم وبئس ففعلان جامدان مخففان من (نَعِم، وبَئِس)، و(ساءَ) أَصلها من الباب الأَول (ساءَ يسوءُ) وهو فعل متعدٍ، فما نقلوه للذم إلى باب (فَعُل): جمُدَ وأَصبح لازماً بمعنى بئس. والتزمت العرب في فاعل نعم وبئس أَن يكون أحد ثلاثة:1- محلىًّ بـ(أَل) الجنسية، أو مضافاً إلى محلىًّ بها، أَو مضافاً إلى مضاف إلى محلىًّ بها: نعم الرجل خالد، نعم خلقُ المرأَة الحشمة، بئس ابن أخت القوم سليم.2- أَو ضميراً مميزاً (مفسراً بتمييز): نعم رجلاً فريد، وساءَ خلقاً غضبك.3- أَو كلمة (ما) بئس ما فعل جارك: ساءَ ما كانوا يصنعون. والمرفوع بعد الفعل والفاعل هو المخصوص بالمدح أو بالذم، إذ معنى (نعم الرجل خالد) أَن المتكلم مدح جنس الرجال عامة (وفيهم خالد طبعاً) ثم خص المدح بـ(خالد) فكأَنما مدحه مرتين. ويعرب المخصوص بالمدح أَو بالذم خبراً لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره (هو)، أو (الممدوح أو المذموم)، وكأَن الكلام جوابٌ لسائلٍ سأَل (من عنيت بقولك: نعم الرجل؟). أَما إذا تقدم المخصوص على جملة المدح مثل (خالد نعم الرجل) فيعرب مبتدأً والجملة خبره.وأَما حبذا: فـ(حَبَّ) فعل ماض جامد و(ذا) اسم إشارة فاعل، والمخصوص بالمدح، خبر لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره (هو)، ولا يتقدم على الفعل، ولا يشترط أَن يكون أَحد الثلاثة الماضية في فاعل نعم، فيجوز أَن تقول لا حبذا خليل، وإِذا اتصل بها فاعل غير (ذا) جاز جره بالباءِ الزائدة: أَخوك حَبَّ به جارا.ب- الصنف الثاني: كل فعل قابل للتعجب يمكن نقله إلى الباب الخامس (فعُل يفعُل) إذا أُريد منه مع التعجب المدحُ أَو الذم. ففعل (فهِم يفهَم) من الباب الرابع (فهم الطفلُ المسأَلة)، أَما إذا زاد فهمه حتى صار يُتَعجَّب من سرعته وأَردنا مدحه قلنا (فهُم الطفل) بمعنى أَن الفهم صار ملكةً فيه وغريزة ثابتة، لأن الباب الخامس خاص بالغرائز مثل: (المحسنتان نبُلتا فتاتين). وإذا أَخبر إنسان بخلاف الواقع قلنا ((كذَب في خبره))، أَما إذا صار الكذب غريزة له ونبغ فيه وأَردنا التعجب من ملازمته له مع ذمة قلنا ((كذُب)). والمعتل اليائي يحول إلى الواو إِذا نقلناه إلى باب ((كرُم)) للمدح أَو الذم: (هَيُؤَ صالحٌ) بمعنى صار ذا هيئة حسنة.الشواهد- أ -1- {ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا} زهيرٌ، حسامٌ مفرد من حمائل 2- فنعم ابن أُخت القوم غيرَ مكذَّبأبو طالبفنعم المرءُ من رجل تهامي 3- تخَيَّرَه فلم يعدِلْ سواهُالأسود الليثي4- ((من توضأَ يوم الجمعة فبها ونعمتْ، ومن اغتسل فالغسل أَفضل))حديث شريف5- {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمّا هِيَ} الأَصل فنعم ما هي[البقرة: 2/271]على كل حالٍ من سحيل ومبرم 6- يميناً لنعم السيدان وجدتمازهيرالسحيل الخيط المفتول، أراد على كل حال من سهل وصعب.إذا ذكرت ميُّ فلا حبَّذا هيا 7- أَلا حبَّذا أَهل الملا، غير أَنهذو الرمةوحَب بها مقتولة حين تقتل 8- فقلت اقتلوها عنكمُ بمزاجهاللأَخطل يصف الخمرة- ب -وَفْوا، وتواصَوْا بالإِعانة والصبر 9- أَلا حبذا قوماً سُليمٌ، فإِنهمكلاهما غيث وسيف عضب 10- نعم امرأَيْن حاتم وكعبولا حبذا العاذلُ الجاهلُ؟ 11- أَلا حبذا عاذري في الهوى--------------------------------------------------------------------------------وحينئذ يلازم الفعل الإفراد مهما يكن المخصوص بالمدح أو الذم مثل: نعم رجليْن خالدٌ وفريد، نعمتْ أو نعم طالباتٍ هندٌ ودعد وسعاد. بئس أخلاقاً الكذبُ والغدر والغش، فالتمييز حينئذ هو الذي يطابق المخصوص تثنيةً وجمعاً.مما استوفى الشروط المذكورة في باب التعجب.__________________________________________________ _الصحيح والمعتلتعاريف - التغيرات حين التصريف في المعتل والمهموز والمضعفيذكر الطالب أن الفعل الصحيح هو ما خلت أصوله من أحرف العلة مثل (كتب) وأن المعتل هو ما كان أحد أصوله حرف علة، فإن كان الحرف الأول معلولاً سمي (مثالاً) مثل وعد وينع، وإن اعتل ثانية سمي أجوف واوياً أو يائياً مثل (قال يقول وباع يبيع)، وإن اعتل ثالثة سمي ناقصاً مثل (غزا ورمى)، فإن اعتلّ أوله وثالثه سمي لفيفاً مفروقاً مثل (وفى)، وإن اعتل ثانية وثالثة سمي لفيفاً مقروناً مثل (طوى).والمهموز ما كان أحد أصوله همزة سواء أكان صحيحاً أم معتلاً مثل: (أخذ وأوى، وسأل ورأى، وقرأ وشاء) والمضعف ما أدغم ثانيه وثالثه المتشابهان مثل (شدّ).فإن خلا الفعل الصحيح من الهمز والتضعيف سمي سالماً مثل (نصر). والشيء الهام هنا معرفة التغييرات التي تعتري الفعل حين تصريفه وإليكها:أ- في المعتل وهو خمسة أنواع:1- المثال الواوي مكسور عين المضارع تحذف واوه في المضارع والأَمر: ((وعد، يعِد، عِدْ)). والمصدر منه ((وعْد))، فإذا حذفنا الواو عوضناها بتاء في الآخر مثل (عدة).2- الأجوف: إذا انقلبت العلة في ماضيه ألفاً مثل (طال) فإن كان من الباب الأَول أَو الباب الثاني فإِن العلة تحذف منه حين يسند إلى ضمير رفع متحرك ويحرك أَوله بحركة تناسب المحذوف مثل (قُمت وبِعنا)؛ فإِن كان من الباب الرابع يحرك أَوله بحركة المحذوف مثل (خِفْنا).وإِذا صيغ منه فعل الأَمر أَو جزم مضارعه حذف حرف العلة مثل: (قُمْ، بِعْ، خَفْ، لم يقُمْ، لم يخَفْ).هذا وإذا كان الأَجوف صفته المشبهة على (أَفعل) مثل (أَعور، أَغيد، أَحور) لم يغير حرف العلة فيه ولم يحذف في الأحوال السابقة مثل: (عَوِرَ، وحَوِرَ، وغَيِد) فنقول: (لم يَعْوَر، لم يغْيَدْ) وكذلك إذا دل على مفاعلة: ازدوَجوا، ازدوجْنا.وما سمع من الأجوف تصحيح العلة فيه يلتزم ولا يقاس عليه مثل: (أغيمت السماء، أعول الصبي، استنوق الجمل، استتيست الشاة، أغْيَل الطفل أي شرب لبن الغَيْل).3- الناقص:أ- ألف الناقص إِما منقلبة عن واو مثل ((دعا يدعو)) أَو عن ياء مثل ((رمى يرمي))ب- إذا اتصل الماضي منه بضمائر الرفع عدا واو الجماعة وياء المخاطبة، وكان معتلاً بالأَلف ترد الأَلف إلى أصلها إِن كانت ثالثة: (دعوْت ورميتُ، ورفيقاي دعوا ورميا، ودَعَوْنا ورميْنا) فإن كانت رابعة فصاعدا انقلبت ياءً: تراميْنا بالكرة وتداعيْنا إلى اللعب، وهن يتداعيْن أيضاً.أَما إذا اتصل بواو الجماعة أَو ياء المخاطبة فتحذف علته ويحرك ما قبلها بما يناسب المحذوف: (الرجال رضُوا بالحل وأَنتِ لا تدعِين إلى خير)، إلا إذا كانت العلة أَلفاً فتبقى الفتحة على ما قبلها كما كانت (رفاقكِ رَمَوْا كرتهم وأَنْتِ تخشَيْن أخذها).جـ- إذا جزم مضارع الناقص حذف من آخره العلة مثل: (لم يرمِ لم يستدعِ، لم يغزُ لم يخشَ) وكذلك في فعل الأَمر: (ارم، استدعِ، اغزُ، اخشَ الله).د- اللفيف المفروق يعامل معاملة المثال والناقص معاً مثل: (وقى) فنقول في فعل الأمر منه (قِ يا فلان وجهك) و(قوا أنفسكم) و(قي نفسك يا هندُ).هـ- اللفيف المقرون يعامل معاملة الناقص فقط ففعل الأمر من ((طوى)): اطوِ، والمضارع: لم يطوِ أَخوك ثوبه.ب- في الفعل المهموز:1- إذا توالى في أَوله همزتان ثانيتهما ساكنة، قلبت مداً مجانساً لحركة الأُولى مثل: (آمنت أُومن إيماناً) الأصل (أَأْمنت أُؤْمن إِئْماناً).2- حذفوا همزة ((أَخذ وأَكل وأَمر)) في فعل الأَمر إذا وقعت أَول الكلام مثل (خذ) و(كلْ) و(مُرْ). أَما إذا تقدمها شيءٌ فيجوز الأَمران: (ومروا بالخير) و(وأْمروا بالخير).3- حذفوا همزة (رأَى) من المضارع والأَمر: (يا خالد رَه كما يرى أَخوك).4- وحذفوا همزة (أرى، يُري) في كل الصيغ: أَرى، يُري، أَره) الأَصل أَرأَي، يرئي، أَرْءِ).جـ- في المضعف:الفعل المضعف ما كانت عينه ولامه من جنس واحد مثل (شدَّ، يشدُّ) فيجب إدغامهما إن كان متحركين كما رأيت إذ الأَصل (شَدَدَ، يَشْدُدُ).فإذا اتصل الفعل بضمير رفع متحرك وجب فكّ الإدغام مثل (شددْتُ الحبلَ والنسوة يشدُدْنَ).فإن سكن الحرف الثاني لجزم المضارع أَو لبناءِ فعل الأمر منه جاز فكّ الإدغام مثل: (لم يشدُدْ خالد، اشدُدْ يا سليم) وجاز الإدغام وحينئذ يحرك آخر الفعل بالفتح لأَنه أخف الحركات، أَو بالكسر للتخلص من الساكنين، مثل (لم يشدَّ الحبل وشُدَّه أنت) أَو (لم يشدِّ الجبل وشُدِّه أنتَ) وإذا كان عين الفعل مضمومة كما في (يشُدُّ) جاز وجه ثالث هو الضم اتباعاً لحركة ما قبله، أَما (يهَبُّ ويفِرُّ) فلا يجوز فيهما الضم لأَن عين الفعل فيهما غير مضمومة.--------------------------------------------------------------------------------شذت عن القاعدة هذه الأفعال (يدع، يذر، يسع يضع، يطأ، يقع، يهب) سقطت الواو من مضارعها وأمرها مع أنها غير مكسورة العين في المضارع.الأصل في الفعل: (خوِف يخوَف) فلما حذفنا العلة في (خفنا) نقلنا حركة الواو المكسورة إلى الخاء.هناك أفعال لم تقلب مثل: سرُوَ، رَخُوَ. أما (رضي، حفي، شقي، حظي، قوي، حلي) فأصل لامها الواو. وهناك فعل واحد أصل لامه الياء فقلبت واواً هو (نهَوُ) من باب (كرُم) أي صار ذا عقل.يضيفون إلى فعل الأمر من (رأى) هاء السكت لعدم إمكان النطق بحرف واحد.سوف استكمل المرة القادمة بقية مواضيع الكتاب ونرجو المتابعة للجميع حتى تعم الفائدة ولاتنسوانا من الدعاءالدعوة الصالحة لصاحب الكتابوجزيتم خيرا

من مواضيعي :0 اين يتم الإختبار اللغوي ؟0 التعلم بالصور ( شارك معنا وتفضل ولك الأجر )0 انضم إلى مجموعة أفاق المعرفة ( دبلوم القراءة السريعة)0 أسرة افاق المعرفة تهنيء المبدع والمتميز talaat_ali ( دبلوم القراءة السريعة )0 الاختبارفي .. قوة الذاكرة و شرود الذهن



الكلم الطيب
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى الكلم الطيب
البحث عن المزيد من المشاركات بواسطة الكلم الطيب


07-30-2007, 02:20 AM
رقم المشاركة : 2
الكلم الطيب
vbmenu_register("postmenu_49089", true);


مشرفة منتدى فنون الذاكرة
الملف الشخصي
رقم العضوية :
6457
تاريخ الانضمام :
May 2007
المشاركات :
1,147
الحالة :
عدد الأوسمة: 9 (المزيد ...)
تابع كتاب الموجز في قواعد اللغة العربية
الموجز في قواعد اللغة العربية الصحيح والمعتلتعاريف - التغيرات حين التصريف في المعتل والمهموز والمضعفيذكر الطالب أن الفعل الصحيح هو ما خلت أصوله من أحرف العلة مثل (كتب) وأن المعتل هو ما كان أحد أصوله حرف علة، فإن كان الحرف الأول معلولاً سمي (مثالاً) مثل وعد وينع، وإن اعتل ثانية سمي أجوف واوياً أو يائياً مثل (قال يقول وباع يبيع)، وإن اعتل ثالثة سمي ناقصاً مثل (غزا ورمى)، فإن اعتلّ أوله وثالثه سمي لفيفاً مفروقاً مثل (وفى)، وإن اعتل ثانية وثالثة سمي لفيفاً مقروناً مثل (طوى).والمهموز ما كان أحد أصوله همزة سواء أكان صحيحاً أم معتلاً مثل: (أخذ وأوى، وسأل ورأى، وقرأ وشاء) والمضعف ما أدغم ثانيه وثالثه المتشابهان مثل (شدّ).فإن خلا الفعل الصحيح من الهمز والتضعيف سمي سالماً مثل (نصر). والشيء الهام هنا معرفة التغييرات التي تعتري الفعل حين تصريفه وإليكها:أ- في المعتل وهو خمسة أنواع:1- المثال الواوي مكسور عين المضارع تحذف واوه في المضارع والأَمر: ((وعد، يعِد، عِدْ)). والمصدر منه ((وعْد))، فإذا حذفنا الواو عوضناها بتاء في الآخر مثل (عدة).2- الأجوف: إذا انقلبت العلة في ماضيه ألفاً مثل (طال) فإن كان من الباب الأَول أَو الباب الثاني فإِن العلة تحذف منه حين يسند إلى ضمير رفع متحرك ويحرك أَوله بحركة تناسب المحذوف مثل (قُمت وبِعنا)؛ فإِن كان من الباب الرابع يحرك أَوله بحركة المحذوف مثل (خِفْنا).وإِذا صيغ منه فعل الأَمر أَو جزم مضارعه حذف حرف العلة مثل: (قُمْ، بِعْ، خَفْ، لم يقُمْ، لم يخَفْ).هذا وإذا كان الأَجوف صفته المشبهة على (أَفعل) مثل (أَعور، أَغيد، أَحور) لم يغير حرف العلة فيه ولم يحذف في الأحوال السابقة مثل: (عَوِرَ، وحَوِرَ، وغَيِد) فنقول: (لم يَعْوَر، لم يغْيَدْ) وكذلك إذا دل على مفاعلة: ازدوَجوا، ازدوجْنا.وما سمع من الأجوف تصحيح العلة فيه يلتزم ولا يقاس عليه مثل: (أغيمت السماء، أعول الصبي، استنوق الجمل، استتيست الشاة، أغْيَل الطفل أي شرب لبن الغَيْل).3- الناقص:أ- ألف الناقص إِما منقلبة عن واو مثل ((دعا يدعو)) أَو عن ياء مثل ((رمى يرمي))ب- إذا اتصل الماضي منه بضمائر الرفع عدا واو الجماعة وياء المخاطبة، وكان معتلاً بالأَلف ترد الأَلف إلى أصلها إِن كانت ثالثة: (دعوْت ورميتُ، ورفيقاي دعوا ورميا، ودَعَوْنا ورميْنا) فإن كانت رابعة فصاعدا انقلبت ياءً: تراميْنا بالكرة وتداعيْنا إلى اللعب، وهن يتداعيْن أيضاً.أَما إذا اتصل بواو الجماعة أَو ياء المخاطبة فتحذف علته ويحرك ما قبلها بما يناسب المحذوف: (الرجال رضُوا بالحل وأَنتِ لا تدعِين إلى خير)، إلا إذا كانت العلة أَلفاً فتبقى الفتحة على ما قبلها كما كانت (رفاقكِ رَمَوْا كرتهم وأَنْتِ تخشَيْن أخذها).جـ- إذا جزم مضارع الناقص حذف من آخره العلة مثل: (لم يرمِ لم يستدعِ، لم يغزُ لم يخشَ) وكذلك في فعل الأَمر: (ارم، استدعِ، اغزُ، اخشَ الله).د- اللفيف المفروق يعامل معاملة المثال والناقص معاً مثل: (وقى) فنقول في فعل الأمر منه (قِ يا فلان وجهك) و(قوا أنفسكم) و(قي نفسك يا هندُ).هـ- اللفيف المقرون يعامل معاملة الناقص فقط ففعل الأمر من ((طوى)): اطوِ، والمضارع: لم يطوِ أَخوك ثوبه.ب- في الفعل المهموز:1- إذا توالى في أَوله همزتان ثانيتهما ساكنة، قلبت مداً مجانساً لحركة الأُولى مثل: (آمنت أُومن إيماناً) الأصل (أَأْمنت أُؤْمن إِئْماناً).2- حذفوا همزة ((أَخذ وأَكل وأَمر)) في فعل الأَمر إذا وقعت أَول الكلام مثل (خذ) و(كلْ) و(مُرْ). أَما إذا تقدمها شيءٌ فيجوز الأَمران: (ومروا بالخير) و(وأْمروا بالخير).3- حذفوا همزة (رأَى) من المضارع والأَمر: (يا خالد رَه كما يرى أَخوك).4- وحذفوا همزة (أرى، يُري) في كل الصيغ: أَرى، يُري، أَره) الأَصل أَرأَي، يرئي، أَرْءِ).جـ- في المضعف:الفعل المضعف ما كانت عينه ولامه من جنس واحد مثل (شدَّ، يشدُّ) فيجب إدغامهما إن كان متحركين كما رأيت إذ الأَصل (شَدَدَ، يَشْدُدُ).فإذا اتصل الفعل بضمير رفع متحرك وجب فكّ الإدغام مثل (شددْتُ الحبلَ والنسوة يشدُدْنَ).فإن سكن الحرف الثاني لجزم المضارع أَو لبناءِ فعل الأمر منه جاز فكّ الإدغام مثل: (لم يشدُدْ خالد، اشدُدْ يا سليم) وجاز الإدغام وحينئذ يحرك آخر الفعل بالفتح لأَنه أخف الحركات، أَو بالكسر للتخلص من الساكنين، مثل (لم يشدَّ الحبل وشُدَّه أنت) أَو (لم يشدِّ الجبل وشُدِّه أنتَ) وإذا كان عين الفعل مضمومة كما في (يشُدُّ) جاز وجه ثالث هو الضم اتباعاً لحركة ما قبله، أَما (يهَبُّ ويفِرُّ) فلا يجوز فيهما الضم لأَن عين الفعل فيهما غير مضمومة.--------------------------------------------------------------------------------شذت عن القاعدة هذه الأفعال (يدع، يذر، يسع يضع، يطأ، يقع، يهب) سقطت الواو من مضارعها وأمرها مع أنها غير مكسورة العين في المضارع.الأصل في الفعل: (خوِف يخوَف) فلما حذفنا العلة في (خفنا) نقلنا حركة الواو المكسورة إلى الخاء.هناك أفعال لم تقلب مثل: سرُوَ، رَخُوَ. أما (رضي، حفي، شقي، حظي، قوي، حلي) فأصل لامها الواو. وهناك فعل واحد أصل لامه الياء فقلبت واواً هو (نهَوُ) من باب (كرُم) أي صار ذا عقل.يضيفون إلى فعل الأمر من (رأى) هاء السكت لعدم إمكان النطق بحرف واحد.__________________________________________________ ________الموجز في قواعد اللغة العربية المجرد والمزيد من الأفعالالفعل الذي حروفه جميعها أصلية ليس فيها حرف زائد مثل كتب ودحرج يقال له فعل مجرد، والمزيد ما زيد فيه حرف فأكثر مثل كاتَب واستكتب وتدحرج.الفعل المجرد ثلاثي ورباعي:1- فأَوزان المجرد الثلاثي ستة سميت بحسب ما سمع عن العرب في حركة الحرف الثاني في الماضي فالمضارع، جمعت في قوله:كسر فتح، ضم ضم، كسرتان فتحُ ضم، فتح كسر، فتحتانوتسمى بالأَبواب الستة:الباب الأول: فتح ضم، وزنه فَعَل يَفْعُل مثل: كتب يكتب، دعا يدعو، أَخذ يأُخذ، قعد يقعد، شد يشُدّ.. إلخ ويكون متعدياً أَو لازماً.الباب الثاني: فتح كسر، وزنه فَعَل يَفْعِل مثل: كسر يكسر، نزل ينزل، وزَن يزِن، خاط يخيط، رمى يرمي، وقى يقي، شوى يشوي، شذَّ يَشِذُّ، أَوى يأْوي، ويكون متعدياً أَو لازماً.الباب الثالث: فتحتان: وزنه فعَل يَفْعَل مثل: منع يمنع، ذهب يذهب، نأَى ينأَى، درأَ يدرأُ. وشرط هذا الباب أَن تكون عين الفعل أَو لامه من حروف الحلق (وهي الهمزة والحاء والخاء والعين والغين والهاء). وقلما ورد فعل من هذا الباب على غير الشرط المتقدّم، ومثلوا لهذا القليل بالفعل أَبى يأْبى. ويكون متعدياً أَو لازماً.الباب الرابع: كسر فتح، وزنه فَعِل يفعَل مثل: شرِب يشرَب، ضجِر يضجَر، عرج يعرج، خَشِي يخشى، هاب يهاب، خاف يخاف، أَمِن يأْمن.. إلخ. وهو متعد أَو لازم.ومن هذا الباب الأفعال الدالة على فرح أَو حزن مثل سئم يسأَم وطرب يطرب.والدالة على خلو أَو امتلاءٍ مثل عطِش وظمئَ وصدي وروِي وشبع.والدالة على عيب في الخلقة أو حليْة أو لون مثل: عَوِرَ يعْوَر وحَوِر يحوَر، وخضِر يخضَر وسوِد يسْوَد، وأفعال هذه المعاني لازمة غير متعدية.الباب الخامس: ضمٌّ ضم، وزنه فَعُل يفْعُل مثل حسُن يحسُن، نبُل ينبُل، لؤم يلؤُم، كرُم يكرُم، سرُو يسرو (شرُف يشرُف) وأَفعال هذا الباب كلها لازمة، تدل على الأَوصاف الخلقية الثابتة في الإِنسان كأَنها غرائز.وكل فعل أَردت منه الدلالة على ثباته في صاحبه حتى أَشبه الغرائز، يجوز لك أن تحوله من بابه المسموع، إلى هذا الباب للمبالغة في المدح مثل فهُم يفهُم وكذْب يكذُب بمعنى أَن الفهم والكذب صارا ملكة ثابتة في صاحبهما.الباب السادس: كسرتان: وزنه فعِل يفْعِل مثل: ورِث يرث، حسِب يحسِب، نعِم ينعِم.ويقل هذا الباب في الصحيح ويكثر في المعتل. والأَفعال التي أُجمع على مجيئها من هذا الباب ثلاثة عشر:وثق يثق، وجِد عليه يجد (حزن)، ورث يرث، ورِع عن الشبهات يرِع (تعفف) ورِك يرك (اضطجع)، ورِم يرم، ورِي المخ يري (اكتنـز)، وعِق عليه يعق (عجل) وفِق أَمرَه يفق (صادفه موافقاً)، وقِه له يقِهُ (سمع) وكم يكِم (اغتمّ)، ولي يلي، ومِق يمِق (أَحب).خاتمة:ورود الأَفعال الثلاثية على أَوزان خاصة سماعي لا قاعدة تضبطه غير السماع، إلا أَن الغالب1- في المثال الواوي أَن يكون من باب ضرب: وعد يعد2- وفي المضعف أَن يكون من الباب الأَول إِن كان متعدياً مثل شدّه ومدّه ومن الباب الثاني إِن كان لازماً مثل فرَّ يفِرُّ3- وفي الواوي من الأَجوف الناقص أن يكون من الباب الأَول مثل قال يقول وغزا يغزو. وفي اليائي من الأَجوف الناقص أَن يكون من الباب الثاني مثل باع يبيع ورمى يرمي وأَجاز بعضهم نقل الأَفعال إلى الباب الأَول إذا أُريد بها المغالبة ففعل (سبَق يسبِق) من الباب الثاني إِذا أًردت أَنك غالبت خصمك في السبق فغلبته تقول فيه: (سابقته فسبقْتُه أَسْبُقُه). ومن العلم: (عالمته فعلَمته أَعلُمه) أَي غلبته في العلم.2- أما الرباعي المجرد فله وزن واحد: فَعْلَل يُفَعْلِل مثل دحرج يُدَحرجُ وطَمْأَن يُطمئن.وقد يشتق فعل رباعي من أسماء الأَعيان للدلالة على المعاني الآتية:1- الاتخاذ: قمطرت الكتاب (وضعته في القِمَطْر وهو وعاء الكتب).2- مشابهة المفعول به لما أخذ منه: بندقت الطين (جبلته كالبندقة)، عقربت الصدغ.3- جعل الاسم المشتق منه في المفعول: عصفرت الثوب، فلفلت الطعام.4- إصابة الاسم المشتق منه: عَرْقَبْتُه، غَلْصَمْتُه (أصبت عرقوبه وغلصمته).5- اتخاذ الاسم آلة: فَرْجَنْت الدابة (حككتها بالفِرْجَوْن أي الفرشاة في عامية اليوم).6- ظهور ما أخذ منه الفعل: بَرْعم الشجرُ (ظهرت براعمه).7- النحت هو اشتقاق من الكلمات وجعلوه سماعياً مثل: بسمل (قال باسم الله الرحمن الرحيم)، سبحل (قال سبحان الله)، دمعز (قال أدام الله عزك).. إلخ. وهو نوع من الاختصار في اللفظ ويراعى في ترتيب الحروف ترتيب ورودها في الجملة المختصرة.وأَلحقوا بهذا الوزن الأبنية الآتية:2- فَعْوَل: جَهْور = جهر، هَرْول 1- جلْبب4- فَعْيَل: رهْيأ = ضعف وتوانى 3- فَوْعل: جَوْربه6- فَنْعَل: سَنْبَل الزرع = خرجت سنابله 5- فَيْعَل: سيطر، بيطر8- فعْلى: قَلْساه: أَلبسه القلنسوة، سلقاه: ألبسه القلنسوة أَلقاه على ظهره 7- فَعْنَل: قَلْنسهأوزان المزيد:فالثلاثي يزاد فيه حرف أو حرفان أو ثلاثةفأَوزان المزيد بحرف ثلاثة:1- وزن أَفْعَلَ ويأْتي كثيراً للتعدية: نزل الرجلُ وأَنزلَ الطفلَ معه.2- وزن فَعَّل وغالب معانيه التكثير والتعدية: مَزَّق وكسَّر، نزَّل الطفلَ والده.3- وزن فاعل وغالب معانيه المشاركة في الفعل، والتكثير: حاورت زميلي، ضاعفت أجر العامل.وأَوزان الثلاثي المزيد بحرفين خمسة:1- وزن انْفَعَل ويدل على المطاوعة: انكسر وانشق، أَزعجته فانزعج2- وزن افْتَعَل ويدل على المطاوعة غالباً: جمعتهم فاجتمعوا، وعلى المشاركة: اختصموا.3- وزن افْعَلَّ يكون في الأَلوان والعيوب الخَلْقية: احضرَّ الشجر، اعْوُرَّت عينه.4- تفعَّلَ يدل على المطاوعة حيناً مثل: علَّمته فتعلَّم، وعلى التكلف مثل تحلَّم وتشجَّع.5- وزن تفاعل يدل على المشاركة، وإظهار غير الحقيقة، والمطاوعة: تحاكم الخصمان، تمارض، باعدته فتباعد.وأوزان الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف أربعة:1- وزن استفعل وأهم معانيه الطلب والتحول: استغفر ربه، استنوق الجمل استتيست الشاة واسترجلت المرأَة واستحجر الطين.2- وزن افْعَوْعَلَ يدل على قوة المعنى أَكثر من الثلاثي: اعشوشب، احْلَولى، اخشَوْشن.3- وزن افْعَوَّل يدل على قوة المعنى أكثر من الثلاثي: اجلَّوذ (أَسرع) اعلوَّط البعيرَ (ركبه).4- وزن افعالَّ يدل على قوة المعنى أكثر من الثلاثي: اخضارَّ الشجروأما الرباعي المزيد بحرف فله وزن واحد بزيادة تاء في الأَول تدل على المطاوعة مثل: دحرجت الحجر فتدحرج.ويلحق بهذا الوزن أبنية عدة أهمها:2- تَفَعْلَل: تجلْبب 1- تَمَفْعَل: تمسكن، تمدرع3- تَفَعْوَلَ: ترَهْوك (استرخت مفاصله). 5- تَفَعْيَلَ: ترهيأ (اضطرب) 4- تَفَوْعَل: تكوثر، تجورب7- تَفَعْلَى: تسلقى 6- تَفَيْعَل: تَسَيْطر، تَشَيْطَنوالرباعي المزيد بحرفين له وزنان:1- افْعَنْلَلَ ويدل على المطاوعة مثل حَرْجَمت الإِبل (رددت بعضها على بعض) فاحرنجمت (اجتمعت، ازدحمت).2- افْعَلَلَّ ويدل أيضاً على المطاوعة أَو المبالغة مثل: اطمأَنَّ، اشمأَزَّويلحق بالرباعي المزيد بحرفين الأبنية الآتية وأصلها ثلاثي زيد فيه ثلاثة أحرف:1- افْعَنْلَل: اسحنكك، اقعنسس.2- افْعَنْلَى: احْزَنْبى الديك (تنفش للقتال)3- افْتَعْلَى: استلقى (مطاوع سلقتيه).الشواهد:1- {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ}[فاطر: 35/37]2- قال عمرو بن معد يكرب لبني الحارث بن كعب:((والله لقد سأَلناكم فما أَبخلناكم، وقاتلناكم فما أَجْبنَّاكم، وهاجيناكم فما أَفحمناكم))ولن تستطيع الحلم حتى تحلَّما 3- تحلَّمْ عن الأَدنين واستبق ودهمحاتم4- {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً}[الكهف: 18/28]5- {فَلَمّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}[يوسف: 12/31]إِلى بيت قعيدته لَكاعِ 6- أُطَوِّفُ ما أُطوِّفُ ثم آوي الحطيئة7- ((أَللهم إِني أَعوذ بك أَن أَضِلَّ أَو أُضِلَّ، أو أَزِلَّ أَو أُزِلَّ، أَو أَظْلِمَ أَو أُظْلَم، أَو أَجْهَلَ أَو يُجْهلَ عليّ))حديث شريفوقلن: امرؤ باغ أكلَّ وأَوضعا 8- تبالَهْن بالعرفان لما رأَيْننيعمر بن أبي ربيعةكثيرُ الهوى شتىَّ النوى والمسالكِ 9- قليلً التشكي للمهم يصيبهجَحيشاً ويعْروري ظهورَ المسالكِ يظلُّ بموماة ويمسي بغيرهابمنخرق من شدِّه المتدارَكِ ويسبق وفد الريح من حيث ينتحيتأبط شراً10- اخشوشنوا فإن النعم لا تدوممن حديث عمر بن الخطاب--------------------------------------------------------------------------------الإلحاق أن يكون الاسم أو الفعل ثلاثياً فيزاد فيه حرف أو يكرر أحد حروفه حتى يصير ملحقاً بالرباعي نحو: جدول وكوثر وهما من تركيب (الجدل والكثرة)، ونحو قُعْدُد من تركيب (قعد) ثم كررت اللام بقصد المبالغة للإلحاق بـ(يُرثُن) كما أَلحق جدول وكوثر بجعفر بأن زيد فيها الواو.وكذلك يفعل بالرباعي حتى يلحق بالخماسي نحو (جحنفل) وهي شفة البغل، زيدت فيه النون فصار ملحقاً بسفرجل. وكذلك حكم الأفعال في الزيادة والتكرير بسبب الإلحاق فالزيادة مثل حوقل وبيطر واسلنقى والأصل: حقل، بطر، سلق. والتكرير مثل: اعشوشب واقعنسس، والأصل (عشب وقعس). وكذلك ما لم نذكره مثل: جلبب وهرول وتجورب وتفيهق - عن الميداني في نزهة الطرف ص12.أكلّ الرجل: كلّ بعيرُه، وأكلّ بعيرَه: أعياه. أوضع بعيرَه: جعله يسرع، أَوضع أسرع.الموماة: المفازة، جحيش: متفرد، ويعروري: يركب.__________________________________________________ ____الموجز في قواعد اللغة العربية همزة الوصل وهمزة القطعهمزة (ال) التعريف وأَشباهها سميت همزة وصل لأَنها تسقط في درج الكلام كقولنا (غاب المحسنُ) فاللام الساكنة اتصلت بالباء قبلها وسقطت الأَلف بينهما لفظاً لا خطاً. وإنما نتوصل بها إلى النطق بالساكن كقولنا (اَلمحسن جاء) ولهذا سميت همزة الوصل.أَما همزة القطع فهي التي تثبت لفظاً وخطاً، ابتداءً ووصلاً مثل: أَكرمْ أَخاك وأَكرم أَباك.وهمزات الوصل معدودة: هي المزيدة في ماضي الفعل الخماسي والفعل السداسي وأَمرهما ومصدرهما وأَمر الثلاثي: انْطلَق وانْطلِق انْطلاقاً اسْتغْفَرَ واسْتغفرِ اسْتغفاراً، اعْلمْ واكْتب واغفِر.وزيدت ألف الوصل في عشرة أسماءٍ فقط هي:اسم، است، اثنان واثنتان، ابن، ابنم، ابنة، امرؤ، امرأَة، ايمن وما عدا ما تقدم من الأَسماءِ والأَفعال فهمزاته همزات قطع تثبت في الخط وفي اللفظ مثل: أَخذ أَخوك طفلاً إِلى أُمه وأَكرمه.ملاحظتان:1- حركة أَلف الوصل الكسر إِلا في (ال) و(ايمن) فتفتح، وإِلا في الماضي المجهول وفي فعل الأَمر المضموم العين فتضم مثل: اسْتُدرك الأَمر أُكتُبْ، أُغزوا.2- لا تلفظ أَلف الوصل إِلا أَول الكلام، وتحذف لفظاً وخطاً من كلمة (ابن) إِذا وقعت صفة بين علمين ثانيهما أَب للأَول: محمد بن عبد الله فإِن وقعت أَول السطر تثبت الأَلف خطاً فقط.وتحذف كذلك ألف (ال) خطاً ولفظاً بعد اللامات مثل: المجْدُ للمجدّ، إِنه لَلْحقُّ، وللآخرة حير لك من الأُولى، يالَلأَبطال.فإِن وقعت الهمزة المكسورة بعد همزة استفهام تحذف مثل (أَسْمك خالد؟ أَنتقدت عليه شيئاً؟).أَما الهمزة المفتوحة فتبدل بعد همزة الاستفهام أَلفاً مثل: (آلله أَذن لكم؟ آلسفر أَحب إِليكم أَم الإِقامة؟).--------------------------------------------------------------------------------است البناء أساسه، أيمن كلمة موضوعة للقسم: وايمنُ الله لأفين. وابنُم بمعنى ابن. هذا ويحرك الحرف الذي قبل الأخير من (ابنم وامرئ) بحركة الحرف الأخير تقول: (هذا ابنُمُ وامرُؤ، ورأيت ابنَماً وامرأً ومررت بابِنمٍ وامرِئٍ) ولا ثالث لهما في اللغة.__________________________________________________ ________استعمال المعجماتباستيعاب ما تقدم من بحث المجرد والمزيد مع بعض التمرين عليه وعلى بحث الصحيح والمعتل الآتي بعد، يحصل المرء على دُربة في البحث عما يريد في المعجمات باتباع الملاحظتين التاليتين:أ- 1- أسقط من الكلمة التي تبحث عنها كل ما اتصل بها من علامات مضارعة أو ألفات وصل أو ضمائر أو حروف جر أو علامات تأنيث أو جمع أو تثنية.. إلخ. ثم أسقط حروف الزوائد منها حتى إذا حصلت على الحروف المجردة لها فتحت المعجم باحثاً عن معناها.خذ مثلاً آخر أبيات تأبط شراً الآنفة:بمنخرق من شده المتدارك ويسبق وفد الريح من حيث ينتحي وطبق عليها الإسقاط المذكور تحصل على أصول هذه الكلمات وهي:سبق وفد ريح من حيث نحا خرق من شدّ درك2- يردّ الحرف المحذوف من الكلمة حين البحث عنها في المعاجم فكلمات (ابن، أب، دم، يد) حذفت الواو من الكلمات الثلاث الأُولى بدليل أنها ترد في النسب فنقول (ينوي، أبوي، دموي) وحذفت الياء من يد إذ أصلها (يَدْيٌ) بدليل أن فعلها (يدِيّ)، فالبحث يكون عن (ب ن و)، (أ، ب، و)، (د، م، و).وما حذف في الأفعال بسبب اتصال الفعل بالضمائر المتحركة أو بنائه للأمر أو الجزم مثل: قُمْنا، لم يقُم، لم يرمِ، بعت.فقد حذفت الواو من الفعلين الأولين لالتقاء الساكنين وأصل الفعل (قوْمنا) (لم يقوم)، وحذفت الياء من الفعل الثالث يرمي للجزم، وحذفت الياء من (بعت) والأصل (بيعْت).فحين البحث عنها نبحث (ق و م) و(ر م ي) و(ب ي ع) وكثيراً ما يدل المصدر أو الجمع أو النسب على الحرف المحذوف.ب- تتبع معجمات العربية في ترتيب كلماتها إحدى طريقتين:الأولى: تعتبر الحرف الأول والثاني فالثالث فالرابع فالخامس وتسمى الحرف الأول باباً والأخير فصلاً، ونجد فيها كلماتنا في المواضع الآتية:فصل القاف باب السين سبقفصل الدال باب الواو وفدفصل الحاء باب الراء ريحفصل الثاء باب الحاء حيثفصل الواو باب النون نحافصل القاف باب الخاء خرقفصل الدال باب الشين شدّفصل الكاف باب الدال دركوبتقليبه صفحات المعجم حتى يصل إلى الحرف الأول المطلوب يتبع الترتيب حتى يجد ما يطلب ويقف على معنى ما يريد من الكلمة وسائر أفراد أسرتها.وأشهر المعجمات العربية التي طبعت حديثاً على هذا الترتيب:للرازي مختار الصحاح للفيومي المصباح المنيرللزمخشري أساس البلاغةوالطريقة الثانية: تعنى بالحرف الأخير وتجعله أساس التبويب وتسميه باباً وتسمي الحرف الأول فصلاً ونجد كلماتنا السابقة في المواضيع الآتية:فصل السين باب القاف سبقفصل الواو باب الدال وفدفصل الراء باب الحاء ريحفصل الحاء باب الثاء حيثفصل النون باب الواو نحافصل الخاء باب القاف خرقفصل الشين باب الدال شدّفصل الدال باب الكاف دركوأشهر المعجمات المبوبة على هذه الطريقة: القاموس المحيط للفيروزآبادي، ولسان العرب لابن منظور وهو من أوسع المعاجم العربية.ولكل من الطريقتين مزية وينبغي ألا تخلو يد الطالب من معجم صغير مثل مختار الصحاج ولا تخلو مكتبته الصغيرة من معجم متوسط كالقاموس المحيط.--------------------------------------------------------------------------------لا يدخل في ذلك المطبوعات الحديثة التي ألفها أصحابها العصريون باسم معجمات لأنها - مع عدم الوثوق بما فيها - تتبع في نهجها الطريقة الأجنبية في خلط الزائد بالأصلي واعتبار حروف الكلمة وحدة يبحث عنها بالتسلسل فهذه الطريقة البدائية تلقى نقداً شديداً حتى في اللغات الأجنبية التي أدرك فقهاؤها أصالة تأليف المعجمات على جذر الكلمة كما فعل مؤلفونا الأقدمون.سترى أن المجرد في الأسماء يصل إلى خمسة حروف على حين لا يتجاوز المجرد في الأفعال الحروف الأربعة كما سبق لك في البحث المتقدم.الألف المقصورة ترد إلى أصلها الواو أو الياء ليعرف أين يبحث عن كلمتها ، وبعض المعاجم تجعل للواو والياء باباً واحداً. وكثيراً ما يعرف الأصل بإضافة الفعل إلى الضمير مثل دعا، رمى: (دعوت، رميت)، وبالتثنية في الأسماء مثل: فتى، عصا، (فتيان، عصوان).ورده إلى المجرد مثل: استدعى، ارتمى: (دعا، رمى).__________________________________________________ ______الفعل المؤكد وغيرهما يؤكد - توكيد الأمر والمضارع - وجوب توكيد المضارعوجوازه وامتناعه - صورة توكيد الصيغ المختلفةالتوكيد أسلوب يقوي الكلام في نفس سامعه، وله أحوال تقتضيه إذا خلا الكلام فيها من توكيد كان إخلالاً ببلاغته، وأحياناً إخلالاً بصحته. وأساليبه متعددة كالتكرار والقسم وإضافة أدوات التوكيد مثل (إن وأنّ، ولكن ولام الابتداء) في الأسماء و(قد واللام ونوني التوكيد) في الأفعال، وموضوع البحث هنا قاصر على توكيد الأفعال بنون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة.يلحق بالفعل نون مشددة أَو نون ساكنة لتوكيده مثل: {وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصّاغِرِينَ}.أَما الفعل الماضي فلا تلحقه هاتان النونان، وأَما فعل الأَمر فيجوز توكيده بهما مطلقاً دون شرط نحو: (اقرأَنَّ يا سليم درسك ثم العَبَنْ).أما الفعل المضارع فله حالات ثلاث:1- يجب توكيده إذا وقع 1- جواباً لقسم 2- مثبتاً 3- مستقبلاً 4- متصلاً بلام القسم مثل: ((والله لأُناضلنّ)).2- ويمتنع توكيده إِذا وقع جواباً لقسم ونقص شرط من الشروط السابقة مثل: والله لسوف أُناضل - والله لا أَجبُن - والله إِني لأُشاهد ما يسرني الآن.3- ويجوز استحساناً توكيده كثيراً باطِّراد:أَولاً: إِذا تقدمه طلب (أَمر أَو نهي أَو استفهام أَو عرض أَو حض أو تمنٍّ أو تَرَجٍّ) مثل اقرأنْ وليقرأنّ معك أخوك (أمر) - لا تلهوَنّ عن الحق (نهي) - هل تنصرنَّ أخاك (استفهام) - أَلا تعينَنَّ الضعيف (عرض) - هلاَّ تأْخذنَّ بيد العاجز (حضّ) - ليتك تحققِنّ أَمانيك في الإصلاح (تمنٍّ) - لعلك تنجحنّ فنسرَّ بك (ترجٍّ).ثانياً - إِذا وقع فعل شرط بعد (إِن) المتصلة بـ(ما) الزائدة مثل: {وَإِمّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ}. وهذا كثير في كلامهم حتى قال بعضهم بوجوبه، ولم يقع في القرآن الكريم إلا مؤكداً.ثالثاً - ويجوز توكيده قليلاً إذا وقع بعد نفي مثل: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خاصَّةً}، أو بعد (ما) الزائدة غير المسبوقة بـ((إن)) الشرطية مثل: ((بعينٍ ما أَرينَّك))، و((بجهدٍ ما تبلغَنَّ)).كيفية التوكيدتحذف من المضارع علامة الرفع ضمة ((في المفرد)) أو نوناً في ((الأَفعال الخمسة حتى لا تجتمع ثلاث نونات)) ثم ننظر في حاله:1- المضارع المسند إلى مفرد نبنيه على الفتح في جميع أحواله سواء أكان صحيحاً أم معتلاً مثل: ليسافرنَّ أخوك وليسْعَينَّ في رزقه ثم ليدعُوَنَّك وليقضين دينه.2- والمسند إلى أَلف الاثنين تكسر نون توكيده بعد الألف مثل: أَخواك ليسافرانِّ وليسعيانِّ وليدعوانِّ وليقضيانِّ.3- والمسند إلى واو الجماعة تحذف معه واو الجماعة لالتقاء الساكنين (بعد حذف نونه طبعاً كما تقدم) إلا مع المعتل بالأَلف فتبقى وتحرك بالضمة مثل: إِخوانك ليسافرُنَّ وليسعَوُنَّ ولَيدْعُنَّ وليقضُنَّ.4- والمسند إلى ياء المخاطبة تحذف ياؤه ويبقى ما قبلها مكسوراً، وفي المعتل بالألف تبقى ياءُ المخاطبة وتحرك بالكسر مثل: لتسافِرنَّ يا سعادُ ولَتَسْعَيِنَّ ولتدعِنَّ ولتقضِنَّ.5- والمسند إلى نون النسوة يبقى على حاله وتزاد أَلف فاصلة بين نون النسوة ونون التوكيد التي تكسر هنا مثل: ليسافرْنانِّ، وليسعيْنانِّ وليدعونانِّ وليقضينانِّ.هذا وفعل الأَمر يعامل كالمضارع:المسند إلى المفرد: سافرَنَّ واسعَينَّ وادعوَنَّ واقضيَنَّ.المسند إلى أَلف الاثنين: سافرانِّ واسعيانَّ وادعوانِّ واقضيانِّالمسند إلى واو الجماعة: سافرُنَّ واسَعُونَّ وادعُنَّ واقضُنَّالمسند إلى ياء المخاطبة: سافرِنَّ واسعيِنَّ وادعِنَّ واقضِنالمسند إلى نون النسوة: سافرْنانِّ واسعيْنانِّ وادعِينانِّ واقضينانِّملاحظة: تقع نون التوكيد الخفيفة موضع الثقيلة في كل موضع إلا بعد ألف التثنية ونون النسوة فلا تقع إلا الثقيلة، ولا عبرة بالنادر.هذا والنون الخفيفة حكم خاص عند الوقف عليها، فمن وقف عليها ألفاً رسمها تنويناً على أَلف: {لَنَسْفَعاً بِالنّاصِيَةِ}. ومن وقف عليها نوناً رسمها نوناً ساكنة: {لنسفعنْ بالناصية} وكلٌّ جائز، فإذا اتصلت بواو جماعة أَو ياء مخاطبة مثل: (سافِرِنْ يا هند وسافِرُنْ يا قوم) تحذف النون عند الوقف ويرجع ما كان حذف فنقول: (يا هند سافري) و(يا قوم سافروا).الشواهد:تركعَ يوماً والدهر قد رفعه 1- لا تحقرَنَّ الفقير علك أنالأضبط بن قريعولا تعبدِ الشيطان، والله فاعبدا 2- وإياك والميتاتِ لا تقربَنَّهاالأعشى3- {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ}[آل عمران: 3/158]4- {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً}[مريم: 19/26]سمُّ العُداة وآفة الـجُزْر 5- لا يَبْعَدن قومي الذين همُخرنق بنت بدر5- {لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ}[الحشر: 59/12]أَفبعد كندة تمدحَنَّ قبيلا 6- قالت فطيمة حلِّ شعرك مدحهامرؤ القيسشيخاً على كرسيه معمما 7- يحسبه الجاهل ما لم يعلمامساور بن هند العبسي يصف وطب لبنإذا نال مما كنت تجمع مغنما قليلاً به ما يحمدنَّك وارثحاتملَيعلمُ ربي أن بيتي واسع لئن تك قد ضاقت عليكم بيوتكم9- {كَلاّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنّاصِيَةِ} [العلق: 96/15]بومن عِضَّة ما ينبتنَّ شكيرها-؟ 10- إذا مات منهم ميت سرق ابنهلولاكِ لم يك للصبابة جانحا-؟ 11- دامنَّ سعدكِ لو رحمتِ متيماًأَقائلُنَّ أَحضروا الشهودا 12- أَريْت إِن جاءَت به أُملودا...نسب لرؤبة، وقيل لرجل من هذيليزخرفُ قولاً ولا يفعل 13- يميناً لأُبغض كل امرىءٍ--------------------------------------------------------------------------------وتوكيد المنفي بغير (لا) أقل من ذلك مثل: تربح ما لم تغشّنْ.مثَل معناه: (اعجل حتى أكون كأني أراك)، والثاني مثل يضرب للشيء لا ينال بسهولة.أصلها: حلئ بمعنى امنع فسهلت لضرورة الشعر ثم عوملت معاملة الفعل الناقص.العضة: شجر له شوك طويل، الشكير ما ينبت صغيراً حول أصول الشجر.اعتذر بعضهم عن هذا الشذوذ بأن المعنى: ليدم؟ فهو ماض لفظاً، مستقبل معنى.رواية السكري: أقائلون.__________________________________________________ _الفعل المعلوم والفعل المجهولإذا ذكر في الجملة فاعل الفعل مثل (قرأَ سليم الدرس، ويقرؤه رفيفه غداً) كان الفعل معلوماً، وإذا لم يكن الفاعل مذكوراً مثل (قُرِئ الدرسُ، وسيُقرأُ الدرسُ) سمي الفعل مجهولاً وسمي المرفوع بعده نائب فاعل، وهو في المثالين السابقين مفعول به في الأصل، أُسند إليه الفعل بعد حذف الفاعل.أ- يختص بناءُ الفعل للمجهول بالماضي والمضارع، أما الأَمر فلا يبنى للمجهول، وإليك التغييرات التي تعتري الأَفعال المعلومة حين تصاغ مجهولة:1- أما الماضي فيكسر ما قبل آخره ويضم كل متحرك قبله، وأَما المضارع فيضم أَوله ويفتح ما قبل آخره. أَما الأَلف التي قبل الحرف الأخير فتقلب ياءً في الماضي، وأَلفاً في المضارع.وإِليك أَمثلة على الأحوال المختلفة للأَفعال مجردةً ومزيدة، صحيحةً ومعتلة:المجهول المعلوم المجهول المعلوميُدَحْرَجُ دُحْرِجَ يُدَحْرِجُ دَحْرَجَ يُكْتَبُ كُتِبَ يكْتُبُ كَتَبَيُكْرَمُ أُكْرِمَ يُكْرِمُ أَكْرَمَ يُدْعَى دُعِيَ يدعو دعايُعامَل عُومِل يُعامِل عامَلَ يُرْمى رُمِيَ يرمي رمىيُعَلَّمُ عُلِّمَ يعَلِّم علَّم يوعَد وُعِد يعدُ وعديُتَعَلَّمُ تُعُلِّمَ يَتَعَلَّم تَعَلَّمَ يُقال قِيلَ يقول قاليُنْطَلَق انْطُلِق ينطلِق انْطَلَق يُباعُ بيع يبيع باعيُعْرَوَرى اعْرُورِي يَعْرَوْري اعْرَوْرى يُرَدُّ رُدَّ يَرُدُّ رَدَّيُختار اختير يختار اختارتنبيه: الأَجوف المبني للمجهول إِذا أُسند إلى ضمير رفع متحرك غيَّرنا حركة فائه إلى الضم إن كانت مكسورة في المعلوم، وإلى الكسر إن كانت مضمومة في المعلوم:فنقول في سامني خالد ظلماً: سِمْتُ ظلماً (لأن المعلوم منها سُمْت) بالضم وفي باعني سليم للعدو: بُعْتُ للعدو (لأن المعلوممنها بِعْت) بالكسر وذلك حذر الالتباس بين المعلوم والمجهول فإِذا قلت (بِعت وسُمت) فأَنا البائع والسائم، وإذا قلت (بُعْتُ وسِمت) فأَنا المبيع والمسوم.والأَفعال المعلومة في هذه الجمل:سُمْتُ البائع ورُمتُه بخير وقُدْت أجير - بِعتك الفرسَ وما ضِمتك وقد نلتَني بمعروف.إذا قلبتها مجهولة قلت:يا بائع سِمتَ ورِمْت بخير وقِدْتَ - بُعتَ الفرس وضُمْتَ وقد نُلْتَ بمعروف.بكُتِبَ الدرسُ كتب أخوك الدرسرُئي اقتراحُك صعباً رأَيتُ اقتراحَك صعباًأُعْلِمَ الجندُ المعركةَ قريبة أعلم القائد جنده المعركة قريبةً........................... نام الطفلنيم على السرير نام الطفلُ على السريرجُلِسَ أَمام القاضي جلسنا أمام القاضيفُرِحَ فرحٌ عظيم فرِح الناس فرحاً عظيماًحين يصاغ الفعل للمجهول يصبح المفعول الأول هو نائب الفاعل في الأَفعال المتعدية إِلى مفعولين (أَصلهما مبتدأ وخبر) وفي المتعدية إلى ثلاث مفعولات، أَما الأَفعال التي تتعدى إلى مفعولين (أصلهما غير مبتدأ وخبر) فيمكن جعل كل منهما نائب فاعل فتقول: أُعْطِيَ الفقيرُ ثوباً، أَو أُعْطِيَ الثوبُ الفقيرَ، والأَول أَكثر لأَن الفقير هو الآخذ.ويفهم من هذا أَن الجملة الفعلية التي ليس فيها مفعول به لا يصاغ فعلها مجهولاً لعدم وجود ما يحل محل الفاعل، فلا يصاغ المجهول من الأفعال اللازمة إلا إذا كان معها جار ومجرور أَو مصدر مختص متصرف أو ظرف مختص متصرف كالأمثلة المتقدمة، ويكون نائب الفاعل حينئذ الجار والمجرور أو المصدر أو الظرف.خاتمة:هناك أفعال لازمت صيغة المجهول ولم يستعمل المعلوم منها البتة أَشهرها:ثُلِج قلبُه (صار بليداً)، جُنَّ، حُمَّ، زُهِيَ (تكبر)، سُلَّ (أصابه السل)، شُدِه (دُهش)، فُلِج (أَصابه الفالج)، غُمَّ الهلال (احتجب)، أُغمي عليه، امْتُقِع لونه أَو انتُقِع، عُني به (اهتم).وأَفعال أُخرى الأُفصح فيها استعمالها مجهولة مثل:بُهتَ، رُهصت الدابة (رهصها الحجر)، زُكِمَ، سُقِطَ في يدِهِ، طُلَّ دمه (ذهب هدراً)، نُتِجت الفرسُ (ولدت)، نُخِيَ (من النخوة) هُزِل، وُعِك.الشواهد:وما كل ما يهوى امرؤ هو نائله 1- فيا لك من ذي حاجة حيل دونهاطرفة2- {وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا}[الأنعام: 6/28]وشورك في الرأي الرجل الأَماثل تظوهر بالعدوان واختيل بالغنى4- {وَلَمّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ} [الأعراف: 7/149]ومختبط مما تطيح الطوائح 5- ليُبْكَ يزيدُ، ضارعٌ لخصومةلبيد6- {وَأَنّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً}[الجن: 72/10]فلا يُكلَّمُ إلا حين يبتسم 7- يٌغْضي حياءً، ويُغْضى من مهابته8- {وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظّالِمِينَ} [هود: 11/44]بليت شباباً بوع فاشتريت ليت - وهل ينفع شيئاً ليترؤبةتختبط الشوك ولا تشاك-؟ حوكت على نيريْن إِذ تحاكُ--------------------------------------------------------------------------------درج المؤلفون على قولهم: (الفعل المبني للمعلوم والفعل المبني للمجهول) فآثرنا الإيجاز ومراعاة الأشيع على الألسنة اليوم، فالأول معلوم الفاعل والثاني مجهول الفاعل.الواو المحذوفة في فعل (بعد) ردّت حين صياغة المجهول منه. وأَصل قيل يقال: قُوِل يُقْوَل فقلبت الواو المكسورة في الماضي ياء وكسر ما قبلها لمناسبة الياء، وقلبت الواو المفتوحة في المضارع المجهول ألفاً. وكذلك أصل: بيع يباع: بُيِع يُبْيَع.أصل رُدَ يُرَدّ: رُدِدَ يُرْدَدُ. فأسكنت الدال الأولى وأدغمت في الدال الثانية لأن الحرفين المتماثلين المتحركين يجب إدغامهما. مع تقدير الحركة الأصلية حكماً.المختبط: السائل بلا وسيلة ولا قرابة ولا معرفة. طوّحته الطوائح: قذفته القواذف هنا وهناك.النير لحْمة الثوب. تختبط: تضرب بعنف__________________________________________________ ____المتعدي واللازمإِذا اقتصر أَثر الفعل على فاعله مثل: نام الطفل، ونزل الراكب ومشى الأَمير فالفعل لازم.أَما إِذا جاوز أَثره الفاعل إِلى مفعول واحد أَو أَكثر كان فعلاً متعدياً مثل: أَكلت رغيفاً واشترى أَخوك كتاباً، وأَعطيت المجدَّ جائزة وأَعلم القائد جندَه المعركةَ قريبة.والأَفعال المتعدية ثلاثة:1- ما يتعدى إلى مفعول واحد: وهو كثير جداً مثل أَكل وشرب واشترى وقرأَ وعرف ولبس.. إلخ.2- ما يتعدى إلى مفعولين وهو زمرتان:الأَولى أَصل مفعوليها مبتدأ وخبر بحيث يصح تكوين جملة مفيدة منهما مثل ظننت الأَمير مسافراً، وتصنف بحسب معانيها صنفين:1- أَفعال القلوب وتشمل أَفعال اليقين والرجحان، فأَفعال اليقين ستة:رأَى، علم، درى، وجد، أَلفى، تعلَّمْ، تقول رأَيت النصحَ مربحاً، علمت السفرَ بعيداً، تعلَّمْ أَباك غاضباً وأَفعال الرجحان: ظن، خال، حسب، زعم، جعل ((بمعنى ظنَّ))، عدَّ، حجا، هبْ. تقول: أَحسِبُ الكتابَ كبيراً، هبْ أَجيرك غائباً فماذا تصنع؟وقد ترد ((ظن وقال وحسب)) أحياناً بمعنى اليقين.2- وأَفعال التحويل وهي سبعة: صيَّر، ردَّ، ترك، تَخِذَ، اتخذ جعل، وهب. وشرط نصبها مفعولين أَن تكون بمعنى (صيَّر) مثل: رددْت الطينَ إِبريقاً، جعلت الشمع تمثالاً وهبك الله نافعاً = صيَّركفإن خرجت عن هذا المعنى لم تعمل عمل صيّر. والعبرة دائماً في المعنى الذي يؤديه الفعل، والعمل تبع لذلك، فقولك تركت الحضورَ، لا ينصب إلا مفعولاً واحداً، على حين (قلت له قولاً تركه متحيراً) ترك نصبت مفعولين: فلينتبه إلى الأفعال ذات المعاني المتعددة.والثانية ما تنصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأً وخبراً، ولا يصلحان لتكوين جملة، وهي أَفعال كثيرة مثل: أَعطى، أَلبس، سأَل، علَّم، فهَّم، كسا، منح، منع..تقول أَعطيت الفقير مالاً، كسوت ولدي حُلةً، علَّمتك مسأَلتين، منعتُ الجارَ الانتقالوالمفعول الأول منهما هو فاعل في المعنى: فالفقير هو الآخذ، والولد هو المكتسي، وأنت المتعلم مسألتين، والجار هو المتنقل.3- ما يتعدى إلى ثلاث مفعولات: وهو هذه الأَفعال السبعة وما تصرَّف منها: أَرى، أَعلم، أَنبأَ، نبَّأَ، أَخبر، خبَّر، حدّث. تقول: أَرى المعلَّمُ تلميذَه الحلَّ سهلاً، الوالدُ يُري ولدَه عاقبةَ التقصير وخيمةً.والمفعول الثاني والثالث تتأَلف منهما جملة مفيدة فتقول: الحلُّ سهلٌ، عاقبةُ التقصير وخيمة،وتقوم جملة (أَنَّ) مقام المفعولين في أَفعال القلوب والتحويل ومقام الثاني والثالث فيما ينصب ثلاثة مفعولات: علمت أَن السفر بعيد، أَرى المعلمُ تلميذَه أَن الحل سهل.* * *لزوم الفعل وتعديته سماعيان، لكن التقصي أَرشد إلى أَحوال يطرد فيها لزوم الفعل، وأَحوال يطرد فيها تعديته:أَ- يكون الفعل لازماً في الأَفعال التالية:1- إذا كان من الباب الخامس (ضم ضم) وهو الباب الذي ينتظم أَفعال الغرائز والسجايا، وما حوِّل إِليه بقصد المدح والذم: شجُع أَخوك وقصُرت قامته، ونُبل خلقُه، صدُق جارك (صار الصدق طبيعة فيه).2- إذا كان من الباب الرابع (كسر فتح) ودلَّ على فرح أو حزن، أَو خلو أو امتلاء (شبع، عطش)، أَو عيب أَو حِلْيَة (غيِد الجيد، وعمشت العين) أَو لون (خضِر الشجر).3- إِذا كان على وزن انفعل: انسحب، أَو افعلَّ: ازرقَّ واربدَّ أَو افعالّ: ازراقَّ واربادّ، أَو افعللَّ: اطمأَن، أَو افعنلل: احرنجم.4- إِذا كان مطاوعاً للفعل المتعدي لمفعول واحد: مزَّقت الصحيفة فتمزقت، ودحرجت الحجر فتدحرجب- واللازم يصبح متعدياً في الأحوال التالية:1- أن تدخله همزة التعدية، أَخرجت المختبئ.2- أَن يضعف ثانيه: نزَّلْت البضاعةَ.3- أَن تزاد بعد أَوله أَلف المفاعلة: جالست أَخاك وخاطبته.4- أَن يزاد في أَوله الأَلف والسين والتاء الدالة على الطلب أَو النسبة مثل: استنزلت الخصم واستحسنت الطاعة.5- أَو سقط معه الجار، وهو سماعي مثل {وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} بمعنى: كالوا لهم أَو وزنوا لهم.وقياسيّ قبل (أَن) و(أنَّ) إذ تؤول جملتها بمصدر مثل: أَشهد أَنك منصف، الأَصل بأَنك، والتأْويل: أَشهد بإِنصافك: أَشهد إنصافَك، عَجبتُ أَن رضيت بسهولة، الأَصل عجبت من أَنك، والتأْويل عجبت من رضائك: عجبت رضاءَك.وهذا ما يعبرون عنه بـ(النصب بنزع الخافض)شرط هذا الحذف القياسي ألا يوقع في لبس، فالفعل رغب يتعدى بحرفي جر، بـ(عن) في حالة السلب فتقول أرغب عن السفر اليوم أي لا أريد، وبالحرف (في) في حالة الإيجاب فتقول أرغب في السفر، فإذا أسقطنا الجار فقلنا (أرغب السفر) لم يُعرف هل أنا راغب فيه أو راغب عنه، فيجب التصريح به إلا إذا قام في الكلام قرينة دالة على المحذوف مثل أحبك ولذا أرغب أن أصاحبَك.الشواهد:1- {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[التغابن: 64/7]بمقدار سَمَدْن له سمودا 2- رمى الحدثان نسوة آل حربوردّ خدودهن البيض سودا فردّ شعورهن السود بيضاًالكميت الأسديحتى أَلَمَّتْ بنا يوماً ملمات 3- قد كنت أُحجو أَبا عمرو أَخا ثقةتميم بن أبي مقبل4- {وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً}[الكهف: 18/99]5- {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالإِنْجِيلَ}[آل عمران: 3/3]أَخا القوم واستغنى عن المسح شاربه 6- وربَّيْتُه حتى إذا ما تركتهلوى يدَه اللهُ الذي هو غالبُهْ تعمدّ حقي ظالماً ولوى يديفقد تركتك ذا مال وذا نشب 7- أَمرتك الخير فافعل ما أُمرت بهعمرو بن معد يكرب8- {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 7/63]يزيد أَميرها وأَبو يزيد 9- فهبْها أَمةً هلكت ضياعاًعقبة الأسديومنذا الذي يا عز لا يتغيرُ 10- وقد زعمت أَني تغيرت بعدهاكُثَيّروإلا تضيعْها فإِنك قاتلهْ 11- فقلت: تعلمْ أن للصيدِ غِرةزهير12- {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمالاً، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}[الكهف: 18/103-104]13- {وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمَنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}[الزخرف: 43/19]ولا موجعاتِ القلب حتى تولتِ 14- وما كنتُ أَدري قبلَ عزة: ما البكاكثيرإنما الشيخ من يدِبُّ دبيبا 15- زعمتني شيخاً ولست بشيخأوس الحنفي16- {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ}[البقرة: 2/167]يُهدي إليَّ غرائِبَ الأَشعار 17- نُبِّئْتُ زُرْعةَ - والسفاهة كاسمها -ولا قرار على زأْر من الأَسد 18- نُبِّئْتُ أَن أَبا قابوس أَوعدنيالنابغة الذبياني--------------------------------------------------------------------------------معانيها: رأى وعلم بمعنى اعتقد، تعلّمْ بمعنى اعلمْ وهو فعل جامد لا مضارع له ولا ماض، فإذا كانت الرؤية بصرية نصبت مفعولاً واحداً مثل رأيت جارَك صباحاً، وإذا كانت علم بمعنى عرف، ووجد بمعنى صادف، وتعلمْ فعل أمر من تعلّم يتعلّم، نصبت فعلاً واحداً.الثلاثة الأولى قد تستعمل في اليقين أيضاً، وظاهر أن عدّ إذا لم تكن بمعنى حسب، و(هبْ) إذا لم تكن بمعنى احسِب لا تتعديان إلى مفعولين.سمد: انتصب هماً وحزناً.__________________________________________________ ________التام والناقص-1-أَفعال لا تتم الفائدة بها وبمرفوعها كما تتم بغيرها وبمرفوعه، بل تحتاج مع مرفوعها إلى منصوب، هذا نقصها عن الأَفعال التامة التي تتم الفائدة بها وبمرفوعها مثل: (سافر أَخوك).وتدخل الأَفعال الناقصة على جملة اسمية لتقيد إِسنادها بوقت مخصوص أَو حالة مخصوصة، فهي وسط بين الأَفعال التامة والأَدوات ((أحرف المعاني)). وهي زمرتان كبيرتان زمرة ((كان)) وزمرة ((كاد)).وإليك الكلام على كل منهما:كان وأخواتها:كان، أَصبح، أَضحى، ظل، أَمسى، بات، وتقيد الحدث بوقت مخصوص كالصباح والمساء إلخ تقول: أَصبحت بارئاً. وهذه الأَفعال تامة التصرف. وقد تعرى أَحياناً عن معنى التوقيت بزمن مخصوص فتصبح بمعنى صار.ودام تقيده بحالة مخصوصة تقول: أَقرأ ما دمتُ نشيطاً، وتتقدمها ((ما)) المصدرية الظرفية، وتؤول دائماً بـ((مدة دوام))، وليس لهذا الفعل إِلا صيغة الماضي.و ((برح، انفك، زال، فتئ، رام، ونى))، التي تفيد الاستمرار. ويشترط أَن يتقدمها نفي ((بحرف أَو اسم أَو فعل أَو نهي أَو دعاءٍ))، تقول: (ما زال أَخوك غاضباً، لا تفتأ ذاكراً عهدك، أَنا غير بارح مجاهداً). وليس لهذه الأَفعال إلا الماضي والمضارع.و((صار)) تفيد التحول: صار الماءُ جليداً.و((ليس)) لنفي الحال وقد تنفي غيره بقرينة مثل: (لست منصرفاً، ليس الطلاب بقادمين غداً)، وهي فعل جامد لم يأْت منه إلا الماضيوقد يعمل عمل ((ليس)) أَربعة من أَحرف النفي هي ((إِنْ، ما، لا، لات)) بشرط أَلا تتقدم أَخبارها على أَسمائها، وأَلا يكون في جملتها ((إِلا))، وأَلا تزاد بعدها إِنْ، وأَن يكون اسم ((لا)) وخبرها نكرتين، وأَن يكون اسم ((لات)) وخبرها من أَسماءِ الزمان محذوفاً أَحدهما ويكون ((الاسم)) على الأَكثر:إِنْ أَخوك مسافراً (إِنْ أَخوك إِلا مسافرٌ - إن مسافرٌ أَخوك).ما نحن مخطئين (ما نحن إلا مخطئون - ما مخطئون نحن - ما إن نحن مخطئون).لا أَحدٌ خالداً (لا أَحد إِلا ميت - لا خالدٌ أَحد، لا أَنت مصيب ولا أًنا).ندموا ولات ساعةً مندم، الأَصل (وليست الساعةُ ساعةَ مندم) فإِن نقص شرط لم تعمل هذه الأدوات عمل ليس.كاد وأخواتها:(أَفعال المقاربة): كاد، كرب، أَوشك: كدت أَلحقك، كرب المطر يهطل.(أفعال الرجاء): عسى، حرى، اخلولق: عسى الله أن يشفيكاخلولق الكرب أَن ينفرج.(أَفعال الشروع): وهي كل فعل لا يكتفي بمرفوعه ويكون بمعنى شرع: شرع، أَنشأً، طفق، قام، هبَّ، جعل، علِق، أَخذ، بدأَ، انبرى إلخمثل: طفق الزراع يحصد، انبرىالمتسابقون يعْدون.وأخوات كاد الناقصات لا يستعمل منها غير الماضي، إلا كاد وأَوشك فيستعمل منهما الماضي والمضارع.ويشترط في خبر هذه الأفعال أَن يكون مضارعاً غير متقدمعليها، مجرداً من (أَن) في أَفعال الشروع، ومقترناً بها في (حرى واخلولق). ويستوي الأَمران في الباقي، والأَكثر اقتران (أَنْ) بـ(عسى وأَوشك) والتجرد في (كاد وكرب).ملاحظة: إذا أَصاب معاني هذه الأَفعال شيء من التغيير فعادت بمعنى فعل من الأفعال التامة، رجعت تامة تكتفي بمرفوعها.فإذا أَردنا مثلاً من ((كان)) معنى وجد، ومن ((أَمسى)) الدخول في المساءِ، ومن ((زال)) الزوال، ومن ((شرع)) البدءَ، ومن ((كاد)) الكيد، انقلبت أَفعالاً تامة فنقول: ما كان شرٌّ، أَسرِعوا فقد أمسينا، زال الضر، شرعت في الدرس، كاد أَخوك لجاره. إِلا أَن ((عسى واخلولق وأَوشك)) لا يكون فاعلها إلا المضارع مع أَن: عسى أَن تنجح، اخلولق أن تفرح، أَوشك أَن يهزم العدو.خصائص كان:1- يجوز حذف نون مضارعها المجزوم بالسكون إِذا أَتى بعده متحرك غير ضمير متصل فتقول في (لم تكنْ مخطئاً): لم تكُ مخطئاً.2- قد ترد كلمة ((كان)) زائدة بين كلمتين متلازمتين، وأَكثر ما يكون ذلك بين ((ما)) التعجيبة وخبرها، وبين ((نعم)) وفاعلها، وبين ((يوجد)) ونائب فاعلها: ما كان أَعدل عمر، ولم يوجد - كان - أَرحمُ منه.وسمع زيادتها بين المتعاطفين، وبين الصفة والموصوف. ومتى زيدت استغنت عن الاسم والخبر وكان عملها التوكيد.3- يجوز حذفها وحدها وذلك إِذا حولتَ مثل هذه الجملة (انطلقت لأَن كنتَ منطلقاً) إلى التركيب الآتي: (أَما أَنت منطلقاً انطلقتُ): فقد حذفت كان بعد ((أَن)) المصدرية فانفصل اسمها الضمير، وعُوِّض عنها ((ما)).4- ويجوز حذفها مع أَحد معموليها، وأَكثر ما يحذف معها اسمها مثل: (التمسْ ولو خاتماً من حديد). الأَصل (التمسْ ولو كان الملتمَسُ خاتماً من حديد) وحذفها مع الخبر مثل: (كافئْني بعملي إِن خيرٌ فخيراً). الأَصل (إِن كان خيرٌ فيه فكافئني خيراً).5- ويجوز حذفها مع اسمها وخبرها من مثل قولك: (خذ هذا إِن كنت لا تأْخذ غيره) وتعوض بكلمة ((ما)) فتقول: (خذ هذا إِمّا لا).-2-هذه الأفعال الناقصة وما بمعناها وما يتصرف منها ((مضارعها وأَمرها، والمشتق منها ومصدرها)) ترفع المبتدأَ ويسمى اسمها وتنصب الخبر، ولاسمها وخبرها من الأَحكام في التقديم والتأْخير ما للمبتدأ والخبر. ويجوز أن تتقدم أَخبار ((كان وأَخواتها)) فقط على أَسمائها وعلى الأَفعال أَنفسها أَيضاً تقول: أَصبح الجو مصحياً = أَصبح مصحياً الجو = مصحياً أَصبح الجو، أَنفسَهم كانوا يظلمون.إِلا ((ليس)) وما اقترن بـ((ما)) فلا تتقدم أَخبارها على أَفعالها.الشواهد:إِن ظالماً فيهم وإِن مظلوماً 1- حدبتْ عليَّ بطون ضَبَّةَ كلهاالنابغةولا زال منهلاًّ بجرعائك القطر 2- أَلا يا اسلمي يا دار ميَّ على البلىذو الرمةفلا يبيتَنَّ فيكم آمناً زفر 3- بني أُمية إني ناصح لكمُالأخطلوما كلَّ من وافى منى أَنا عارف 4- وقالوا: تعرَّفْها المنازلَ من مِنىمزاحم العقيلي5- {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ} [سبأ: 34/40]فليس على شيءٍ سواه بخزَّان 6- إِذا المرءُ لم يخزُنْ عليه لسانهامرؤ القيس7- {كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ} [ص: 38/3]8-{فَلَمّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هَذا بَشَراً إِنْ هَذا إِلاّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} [يوسف: 12/31]فليس سواءً عالمٌ وجهول 9- سلي إِن جهلتِ الناس عنا وعنهمُالسموءلإذا نحن جاوزنا حفير زياد 10- وماذا عسى الحجاجُ يَبلغ جهدُهُالبرج التميميبأَعجلهم، إِذْ أَجشعُ الناس أَعجل 11- وإن مُدَّتِ الأَيدي إلى الزادلم أَكنالشنفرىيكون وراءًه فرجٌ قريب 12- عسى الكرب الذي أَمسيت فيههدبة بنت خشرم العذريإِذا قيل: (هاتوا) أَن يمَلوا ويمنعوا 13- ولو سئل الناسُ الترابَ لأَوشكوارواه ثعلب عن ابن الأعرابيوقد كَربت أَعناقُها أَن تَقطَّعا 14- سقاها ذوو الأَحلام سجلاً على الظماأبو هشام بن زيد الأَسلميفإِنَّ قوميَ لم تأْكلْهم الضبعُ 15- أَبا خَراشة أَما أَنت ذا نفرالعباس بن مرداسبمغنٍ فتيلاً عن سواد بن قارب 16- وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة سواد بن قارب الأزديعيشاً وقد ذاق طعم الموت أَو كَربا 17- ما كان ذنبي في جارٍ جعلت لهالحطيئةولنعم - كان - شبيبة المحتال 18- ولبست سربال الشباب أَزورها(ب)ثوبي فأَنهض نهض الشارب الثمِلِ 19- وقد جعلتُ إِذا ما قمت يثقلُنيعمرو بن أحمد الباهليوجيرانٍ لنا - كانوا - كرامِ 20- فكيف إذا مررت بدار قومحبُّك حتى يغمض الجفنُ مُغمضُ 21- قضى الله يا أَسماءُ أَن لستُ زائلاًالحسين بن مطيرإذا تهبُّ شمأَل بليلُ 22- أنت - تكون - ما جد نبيلُأم عقيل بنت أبي طالبتشكَّى فآتي نحوها فأَعودها 23- فقلت عساها نارُ (كأْس) وعلَّهافلا الحمدُ مكسوباً ولا المال باقيا 24- إذا الجود لم يرزق خلاصاً من الأَذىالمتنبيكان فقيراً معدماً؟ قالت: وإِن-؟ 25- قالت بنات العم: يا سلمى وإِنفقد أَبدت المرآة جبهة ضيغم 26- فإِن لم تك المرآة أَبدت وسامةالخنجر بن صخر الأسديولا صريفاً ولكن أَنتم الخزف-؟ 27- بني غدانة ما إِن أَنتم ذهباسواها ولا عن حبها متراخيا 28- وحلت سواد القلب لا أَنا باغياًالنابغة الجعديفي الجاهلية - كان - والإسلام- 29- في لجة غمرت أَباك بحورهاعلى - كان - المسومةِ العرابِ-؟ 30- جياد بني أبي بكر تسامى--------------------------------------------------------------------------------قد يحذف النفي جوازاً بعد القسم لوجود القرينة كقول امرئ القيس:ولو قطعوا رأسي لديك وأوصاليفقلت: يمين الله أبرح قاعداًبل توغل أحياناً في الجمود فتصبح مثل حرف النفي كقول البحتري:سكنوه أم صنع جن لإنسليس يدرى أصنع إنس لجنفهي هنا بمنزلة (لا)، لكن بعضهم يتكلف فيقدر لها ضمير شأن محذوفاً، زاعماً أن الأصل: ليس الشأن يدرى أصنع إلخ..سمع شذوذاً الجر بـ(لات):فأجبنا أن ليس حينَ بقاء طلبوا صحلنا ولات أوانِ فاعله ضمير يعود على الاسم، وأجازوا في (عسى) أن يكون فاعل المضارع اسماً ظاهراً مشتملاً على ضمير يعود على الاسم: عسى أَخوك أن ينجح ولده