الثلاثاء، 30 يونيو 2009

المرأة بين الجاهليتين


المرأة بين جاهليتين
مقدمة :
هناك نوعان من الضغوط تواجه الإنسان عبر حياتهنوع يأتيه من مجتمعه ، والآخر يصب عليه من تاريخهوإن فقد الإنسان استقلاله أمام هذين الضاغطين ، فإنه لا محالة سيفقد إنسانيته أي تنعدم في حياته الصفة التي كرَّمه الله بها على كثير مما خلق ، وما قيمة الإنسان بلا استقلال ، وبلا إحساس بشخصيته .والمرأة إنسان كرَّمها الله سبحانه وتعالى بهذه الصفة وهي أيضاً واجهت تلك الضغوط بنوعيهاولكن بشكل أكبر ، فلقد عانت من ضغط المجتمع بكل صُوَرِه ، وعانت من ضغط التاريخ قديماً وحديثاً .المرأة في حركة التاريخ :إن حركة المرأة في التاريخ حركة بطيئة جداً ، بسبب الظروف الفكرية ، والاجتماعية ، والسياسية ، والاقتصاديةولذلك سقطت المرأة في براثن تَخَلُّفٍ وجَهل المجتمعات لمكانة المرأة ، وموقعها .وبذلك بقيت المرأة عبر تاريخها تقوم من جاهلية وتقع في جاهلية أخرى ، وسنتحدث في السطور القليلة القادمة عن هاتين الجاهليتين .الجاهلية الأولى :لقد كان النظام الجاهلي إلى حَدٍّ ما يقسو على المرأة ، وقد ظُلِمَت المرأة بالتقييم والحقوق .أما ما لاقته من الاحتقار والازدراء عندهم فحدِّثْ ولا حرج ، ولاقَتْ من انحطاط الشأن ، وإهانة الكرامة ، وخدش العزةوكانت تعيش في المجتمع الجاهلي أوقات يشوبها الخوف ، وعدم الطمأنينة ، وذلك لعدة أسباب ، أهمها :
الأول :
السبي : إن الحروب المستمرة بين القبائل على عهد الجاهلية الأولى كانت تبيح الاسترقاق والسبيوكان يعتبر أحد الأهداف الهامَّة في الحرب ، من أجل كسر شوكة القبيلة المُضَادَّة ، وبذلك تصبح المرأة سلعة تباع وتشترى .
الثاني :
وَأْد البنات : وهنا يرفض المجتمع والعائلة البنت والفتاة ، ويُحكَم عليها بالموت ، لا لسبَبٍ إلا لأنها فتاةولأن وجودها عَبَث وعَار وذُل ، حسب تصوراتهم ومعتقداتهم المريضةوذلك بسبب الخوف من السبي ، وبسبب الفقر والحاجة .
الثالث :
الزواج : من الأمور التي حَطَّت من شأن المرأة في المجتمع الجاهلي هي أنواع الزيجات المتَّبَعة التي تجعل المرأة لعبة بيد الرجل دون مراعاة حقوقها ،
وأمثلة ذلك :1 - نكاح البدل .
2 - نكاح الذوَّاق .
3 - نكاح الرهط .
4 - نكاح الخدن .
الرابع :
التخلف الثقافي :
والسبب الأخير هو التخلف العقائدي والفكري ، ولذلك وقعت المرأة في حفرة الجاهلية الأولىوبذلك كَابَدَت وَيلات وظلامات جعلتها تتخبط في دياجير التخلف ، والتقهقر ، والتراجع ، في ميادين العمل والعطاءوهذه النظرة مستمرة ، وسائِدَة ، مما جعل المرأة تسقط في جاهلية من نوع آخر .وهناك أسباب أخرى مثل : حرمانها من الميراث ، بل أحياناً تُعتَبَر جزءاً منه وغيرها من الأسباب التي سَبَّبَتْ إهمال المرأة ، ووقوع الظلم عليها وقد خضعت المرأة لهذه الضغوط بِسَبب غياب القانون الذي يضمن للمرأة حقوقها ، ويرسم لها منهجاً قويماً وكذلك بسبب غياب الحرِّيَّة العامة التي تتدخل في مجالات الحياة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق