الاثنين، 29 يونيو 2009

الاعلال

الفصــــــــل الأول: الإعــــــــــــــــلال

المبحــــــث الأول : تعــــريفـــــه

هو التغيير الذي طرأ على أحد حروف العلّة الأربعة ( الواو ، الألف ، الياء ، الهمزة )

تغييرا معينا ، ويكون هذا التغيير بقلب حرف العلة الى حرف علّة آخر وإمّا بنقل حركته الى

الحرف الصحيح الساكن قبله، وإمّا بحذفه وإمّا بإسكانه نحو:( قال) والأصل( قول)، ( مقول )

والأصل( مقؤول)، حيث نقلت الضمة الى الحرف الساكن قبله ، ثم حذفت الواو الأولى منعا من

إلتقاء الساكنين نحو:( يمشي) والأصل( يمشي )(1)

تعريف آخر : الإعلال هوتغييرحرف العلّة للتخفيف ، بقلبه ، أو اسكانه أو حذفه وأنواعه ثلاث:

القلب، الإسكان، الحذف (2)

المبحــــــث الثانـــــي : أنـــــواعـــــــــه: الإعلال ثلاثة أنواع:

أ – الإعلال بالحذف : هوتأثير يصيب الحرف في حالات معينة يؤدي الى حذفه من الكلمة(3)، أي حذف حرف

العلّة إلآ أنه في حالات معينة وذلك من أجل إعطاء مصدر آخر ، فعلا أو اسم ، أو مفعول أو فاعل ...الخ(4)

** – مواضعه وأقسامه : ينقسم الاعلال بالحذف الى قسمان :

1 – القياسي : وهو ماكان لعلة تصريفيه سوى لتخفيف كالاستثقال وإلتقاء الساكنين .

2- غير القياسي : وهو ما ليس لها ويقال له الحذف إعتباطا (5)

فالقياسي له ثلاثة مسائل :

1 – ما يتعلق بالحرف الزائد في الفعل: أي أن الفعل الماضي المزيد بالهمزة الذي على وزن (أفعل) فتحذف

هذه الهمزة في المضارع واسم الفاعل واسم المفعول نحو: الفعل أكرم وهو على وزن أفعل : حذفت همزته في

المضارع فنقول يكرم أصلها يؤكرم ، فحذفت الهمزة لاستثقال النطق بها مع همزة المضارع للمتكلم (6)

ثم حذفها لصيغة اسم الفاعل : فنقول مما جاء فيه على وزن فاعل مكرم لان أصلها مؤكرم فحذفت الهمزة ليصير

مكرم ثم حذفها في صيغة اسم المفعول : نقول مكرم أصلها مؤكرم ، فحذفت الهمزة هنا أيضا ليصير مكرم

وبالتالي فكل ماجاء على وزن أفعل في الماضي من الأفعال أتبعوه على هذا القياس نحو : الأفعال الآتية : أرشد،

أمعن، أيقن ، من خلال هذه الأمثلة يتبين حذف الهمزة للإتيان بمصادر أخرى .وقالوا : في أسوف أفعل ، سو

أفعل ، وسف أفعل ، وحذفوا تارة الواو وأخرى الفاء (1)

فأفعل الماضي المزيد بهمزة على الوزن التالي على صيغة أفعل فتحذف هذه الهمزة في المضارع ، اسم الفاعل ،

اسم المفعول ، كما رأينا سابقا

كما نجد أيضا حذف الهمزة في (ويمة ) أصلها (ويل لأمة ) (2) .

2 – ما يتعلق بفاء الفعل المثال ومصدره : كما نعلم أن المثال هو ماكان معتل الفاء في الفعل ، الآ أن هذا المثال

قد تحذف فاؤه أيضا لاستخراج حدث منه خاص بالمضارع أو الأمر وأن الحذف يقع هنا على الواو من غيرها

من حروف العلّة الأخرى من الياء والألف ، ولأن الواو حرف مستقل عند اجتماعه مع الياء والكسرة فأجازوا

حذفه وهذه لتخفيف النطق والأصل في هذا أن يكون حذف فاء المثال من المضارع والأمر والمصدر أن يكون

حرف المضارع مفتوحا وعينه مكسورة (3).

وأيضا أن يكون في الفعل المثال وبشرط أن يكون فاؤه واوا ، وأن تكون عينه مفتوحة في الماضي، مكسورةفي

المضارع فتحذف هذه الواو في المضارع والأمر.

فالاعلال هنا واقع بالحذف على فاء الفعل مما يندرج تحت ما نسميه بالمثال ومما فيه حذف فاء المثال من الأفعال

التي هي ثلاثية على وزن فعل نحو: الفعل وعد معتل الفاء واوا لكن مضارعه "يوعد" فالواو واقعة "ياء

مكسورة" قبلها مفتوح وبعدها مكسور ، حذف الواو ليس دليلا الا على استثقال النطق بها ثم قيس بذلك على كل

فعل ثلاثي على وزن فعل مما هو معتل الفاء (4) .

ما يتعلق بعين الفعل الثلاثي الذي عينه ولامه من جنس واحد عند اسناده لضمير رفع متحرك بمعنى التضعيف

"حذف عين المضعف ".
بمعنى أن يكون الحرف مرتين لأن هذا الحذف تناولناه الا أنه لم يطرأعلى أحرف العلّة الى أن ألحقوه الصرفيين

بالاعلال بالحذف وسنبرز هذا من خلال الامثلة .أنّ كل فعل ثلاثي مضعف مكسور العين يجوز حذف أول

حرفي التضعيف إذا اسند الى ضمير رفع متحرك ( التاء ، نا ، نون النسوة ) مثل : ظللت : هنا الام مرتين أي

مضعفة وهذا أصلها الى أننا نقول : ظلت فحذفت الام الأولى كراهية الانتقال ونقلت حركتها (الكسرة) الى الظاء

، أو الظاء بقيت مفتوحة ، وهي من الفعل ظل نحو : بل ، جل ، زال (1) .

أمّا غير القياسي : تحذف الياء نحو : يد ودم لأن أصلهما يدي ودمي والواو نحو : اسم ،ابن أصلهما سمو وشفو

من شفة أي لا يقاس على أي شيئ أن حذفه يكون اعتباطا

ب – الإعلال بالقلب : هو بالمعنى المعروف وضع شيئ مكان شيئ آخر لكن في المجال الصرفي هو قلب حرف

مكان حرف وهو مقتصر على حروف العلّة المعروفة ونجد بمعنى " قلب أحد أحرف العلّة أو الهمزة حرفا آخر

من هذه الحروف ويسمى هذا اعلال بالقلب مثل : دعاء أصلها عداء فقلبت الواو همزة و رضى أصلها رضو

فقلبت الواو ياء ، وكلمة مايل أصلها مايل فقلبت الباء همزة وصام أصلها صوم فقلبت الواو ألفا .

من خلال الأمثلة تبين لنا بأن الاعلال بالقلب ينحصر على حروف العلة فقط ، وذلك بوضع حرف مكان حرف

آخر من أجل تسهيل عملية النطق وإزاحة الاستثقال.

أنواع الاعلال بالقلب :

قلب الواو والياء همزة وقلب الهمزة واوا أو ياءا وهو ما يسمى الاعلال في الهمزة

1- قلب الواو والياء همزة : إذا وقعت الواو أو الياء في مواضع معينة فإنها تقلب همزة وجوباوهذه المواضع

خمسة وهي :

إذاتطرفت الواو أو الياء بعد ألف زائدة ، أي اذا وقعت آخر الكلمة بشرط وجود ألف زائدة قبلها

وذلك نحو : سماء –بناء وذلك لأن أصلها سماو – بناي الاولى على وزن (فعال) والثانية عل

وزن (فعال ) ،أي أن الألف زائدة ومن ثم قلب الواو والياء همزة حتى وإن دخلت على هذه الكلمة

تاء التأنيث ، أي أن لها مذكرا ومؤنثا فإن هذه التاء لا تمنع من قلب الواو أو الياء همزة مثل :

مشاي تقلب الى مشّاء وتؤنث مشّاءة ماعدا كلمة حلاوة فإن الواو فيها تقلب الى همزة رغم وقوعها

بعد ألف زائدة لأن تاء التأنيث ملازمة لهذه الكلمة دائما .
- إذا وقعت الواو أو الياء عينا لاسم الفاعل مشتق من فعل أجوف وكانت عينه مصابة بالاعلال

نحو: بائع وقائل والأصل بايع وقاول فقال أصلها قول إنقلبت الواو في الفعل الى ألف تبعا لقواعد ، فإذا

صغنا منه اسم فاعل قلنا قاول فوقعت الواو عينا لاسم الفاعل ، وكانت هذه العين قد أعلت في الفعل ،

ولذلك فإنها تقلب هنا همزة فتصير قائل ، ونفس العملية بالنسبة للفعل باع (1).

- إذا وقعت الواو أو الياء بعد ألف (مفاعل) أو ما يشبه هذا الوزن في عدد الحروف ونوع الحركات،

على شرط أن تكون الواو أو الياء حرف مدّ نحو : صحيفة ، الياء فيها زائدة لأنها على وزن فعيلة وهي

حرف مدّ ، كما أنها الحرف الثالث في الكلمة ، فإذا جمعناها قلنا صحايف ، فتقع الياء بعد ألف مفاعل

أو ما شابه ، إذن الوزن هنا فعايل فنقلت الياء همزة لتصير صحائف وكذلك في : عجوز عجائز

طريقة...............طرائق

وتنطبق هذه القاعدة أيضا على الألف نحو: قلادة قلائد أما إذا كانت الكلمة واوها أو ياؤها

أصليتان في المفرد فإنهما لا ينقلبان إلى همزة نحو : قسورة تجمع على قساور ومعيشة تجمع

على معايش ، وقد وردت بعض كلمات شاذة نحو : منارة ومنائر ومصيبة ومصائب إذا قلبت الألف

في الكلمة الأولى والياء في الكلمة الثانية همزة ، رغم أنهما أصليتان (2)
- أن تقع الواو أو الياء بعد حرف علة بشرط أن يفصل بينهما ألف (مفاعل) أو ما يشبه في الحروف

ونوع الحركات، وذلك نحو: كلمة (نيّف) الياء فيها مشددة أي أنها مكونة من ياءين فإذا جمعتها

صارت نيايف ، فوقعت الياء بعد ألف مفاعل أو ما شبه ، وقبلها ياء فتقلب الياء همزة فتصير (نيائف)

ونفس التغيير يطرأعلى كلمتي أوّل ، سيّد

- أن ا تجتمع واوان في أول الكلمة ، بشرط أن تكون الثانية واوا غير منقلبة عن حرف آخر ، نحو : إذ-

أردت أن تجمع كلمة (قاعدة) بجمع تكسير فإنك تقول: قواعد على وزن فواعل ، ونفس الجمع لكلمة

واصلة فتصير (وواصل ) فتجتمع واوان ، والثانية أصلية في الواوية أي غير منقلبة عن حرف آخر

فتقلب الواو الأولى همزة لتصير(أواصل) ونفس التغيير بالنسبة لكلمة أواقي الموجودة في بيت المهلهل

ضربت صدرها إليّا وقالـت يا عديــا لقد قيك الأواقـــــي (الأصل هو وواقي

فنقول أواقي بقلب الواو همزة).
يتبع..........................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق